أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى ليبيا مارتن كوبلر، أن مدينة سرت الليبية « ستحرر قريباً من قبضة تنظيم داعش»، وجدد دعوته لمصالحة وطنية بين الليبيين. وقال المبعوث الدولي في مؤتمر صحافي في الجزائر ليل السبت، انه تحدث مطولاً مع عبدالقادر مساهل، وزير الدولة الجزائري للشؤون الأفريقية والمغاربية، وأضاف: «تطرقنا إلى مكافحة الإرهاب وكذلك الوضع في سرت» التي «سيتم في القريب العاجل تحريرها» من التنظيم الإرهابي. وأوضح كوبلر أنه أجرى محادثات «مكثفة جداً» مشدداً على «أهمية التبادل المنتظم لوجهات النظر حول الوضع في ليبيا». وقال المبعوث الدولي أنه تطرق مع الوزير إلى مسألة المصالحة الوطنية في ليبيا، مذكراً بأن اجتماعاً حول هذه المسألة عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين في تونس بمشاركة حوالي مئة ليبي وخبراء اجانب من بينهم جزائريون. وأفادت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا في بيان: «يعقد أعضاء الحوار السياسي الليبي اجتماعاً تشاورياً يومي الإثنين والثلثاء الموافقين 5 و6 ايلول- سبتمبر 2016 لمناقشة آخر التطورات في ليبيا، بما في ذلك تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي» الموقع في الصخيرات في المغرب. وأوضحت البعثة أن الاجتماع سيعقد في قمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، من دون إضافة تفاصيل أخرى. وأكد كوبلر أنه ينبغي على الليبيين الالتقاء حول طاولة الحوار وإرساء إطار للتحادث حول مسألة المصالحة الوطنية. وزاد: «أشكر الجزائر على دورها الفعال والقوي والبناء لمصلحة استتباب السلم والمصالحة الوطنية في ليبيا». كما أعرب عن ارتياحه لدعم الجزائر لليبيا وبعثة الأممالمتحدة هناك. في المقابل، أوضح الوزير الجزائري عبدالقادر مساهل أن لقاءه مع كوبلر «يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات الدورية التي تسمح بتبادل المعلومات والتحاليل وخصوصاً مناقشة ما يتم إنجازه حالياً». وأضاف: «تحدثنا أيضا عن التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية»، معلناً عن انعقاد اجتماع حول الحوار السياسي الليبي في الأيام المقبلة في تونس. وأوضح الوزير أنه جدد التأكيد خلال الحديث على موقف الجزائر بشأن الملف الليبي أي «الضرورة الملحة والهامة» للتوجه نحو تطبيق اتفاق سلام ابرم في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2015، مضيفاً أن المسألة الليبية هي بالدرجة الأولى قضية الليبيين أنفسهم. واسترسل قائلاً: «نحن على اتصال مع كل شركائنا في ليبيا من أجل حوار ليبي شامل يساهم في تعجيل تطبيق هذا الاتفاق الذي أبرم بصعوبة». كما أشار إلى أن الأممالمتحدة تضطلع بدور مهم في تسوية الأزمة الليبية ولديها بعثة مكلفة بتحقيق ذلك، إلا أنه جدد التأكيد على أن الحل «يجب أن يكون شاملاً وأن يصدر من الليبيين أنفسهم للحفاظ على بلدهم». وقال: «بحثنا أيضاً الوضع الأمني في ليبيا وإشراك المجتمع الدولي في مسار السلم في البلاد». وأعلن مساهل عن الانعقاد المقبل لاجتماعات حول الملف الليبي بنيويورك، لا سيما من أجل «حمل المجتمع الدولي على المشاركة في شكل أكبر من أجل مرافقة ليبيا في هذا المسار أي من خلال الأممالمتحدة أو الدول الأعضاء في مجلس الأمن». وخلص إلى القول ان «الوضع معقد، لكنّ هناك فرصاً للمضي قدماً نحو تطبيق التزامات قطعها كل الفاعلون في إطار تطبيق اتفاق 2015». في غضون ذلك، شهدت محاور القتال في سرت هدوءاً قبل ظهر امس، بين القوات التابعة ل «حكومة الوفاق» ومسلحي «داعش». وأعلن ناطق عسكري ليبي العمل على إعداد خطط عسكرية جديدة «لتقليل الخسائر البشرية» قبل شن الهجوم النهائي لطرد التنظيم في شكل كامل من المدينة. وقال رضا عيسى الناطق باسم عملية «البنيان المرصوص» ان «الجبهة هادئة اليوم وقواتنا تضع خططاً جديدة من أجل تقليل الخسائر البشرية في الهجوم المقبل. نأمل في أن يتم تحرير سرت قبل العيد»، في اشارة الى عيد الاضحى في الثاني عشر من الشهر الجاري. وأضاف أن مسلحي التنظيم الارهابي «يبدون مقاومة شرسة في احيائهم الأخيرة.