نجحت قوات من الجيش الليبي في الاستيلاء على بنايات عديدة بينها مسجد وبنك ومستشفى بعد طرد تنظيم داعش من الحي رقم 3 في مدينة سرت. وقالت قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة إنها حققت تقدمًا باتجاه بعض من آخر الجيوب الباقية لتنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية مع استئناف القتال بعد أيام من الهدوء النسبي. وشنت القوات حملتها لاستعادة المدينة في مايو، ولقيت دعما من عشرات الضربات الجوية الأمريكية منذ بداية أغسطس. وتقول القوات التي يتألف أغلبها من مقاتلين من مدينة مصراتة التي تقع على بعد230 كيلومترا إلى الشمال الغربي إنها الآن في المراحل الأخيرة من حملتها لطرد التنظيم من معقله السابق في ليبيا. وشوهدت تلك القوات تطلق النار على قناصة يُعتقد أنهم يختبئون في مبنى داخل المنطقة. واستولت ذات القوات أيضًا على مستشفى مؤقت كان يستخدمه متشددو داعش. وفي سياقٍ آخر، كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، أن المنظمة الدولية فتحت تحقيقا حول الجهات التي تورد السلاح إلى ليبيا، مبينا أن نتائجه ستحال فور الانتهاء منه إلى مجلس الأمن. وقال كوبلر - في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير الجزائري للشؤون الإفريقية والمغربية عبدالقادر مساهل بمقر وزارة الخارجية الجزائرية - إن «هناك 26 مليون قطعة سلاح بأيدي 6 ملايين ليبي، بشكل يعيق عودة السلم في هذا البلد، ولابد أن نطرح السؤال من أين تأتي هذه الأسلحة». وأضاف: «أن منظمة الأممالمتحدة فتحت تحقيقا حول مصدر هذه الأسلحة، سواء كانت تدخل بحرا أو برا، وسيحدد هذه الجهات بكل شفافية، ويحال إلى مجلس الأمن للنظر فيه». من جهته، دعا مساهل الأممالمتحدة إلى التحرك لوقف الجهات الدولية التي تشوش على تقدم المسار السياسي في ليبيا، مطالبا كل الأطراف الليبية بالمشاركة في المسار السياسي الجاري في البلاد، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وجدد معارضة بلاده لكافة أنواع التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، وحتى مجرد حضور قوات أجنبية، مشيرا إلى أن هده الخطوة لن تحل الأزمة، بل تزيد من تعقيدها، حسب قوله.