سمحت السلطات الباكستانية باستئناف حركة نقل الإمدادات لحلف شمال الأطلسي الى افغانستان عبر معبر طورخم الحدودي الذي اقفلته إسلام آباد طيلة الاسبوع الماضي، بعد مقتل ثلاثة من جنودها في غارة شنتها طائرات اميركية من دون طيار غرب البلاد. ويأتي ذلك بعد تقديم السفيرة الأميركية لدى باكستان آن باترسون اعتذاراً باسم الشعب الأميركي عن «الحادث الرهيب». وأعيد فتح المعبر في وقت تواصلت الضربات الأميركية في منطقة القبائل غرب باكستان، ما اوحى بتوصل الجانبين الباكستاني والأميركي الى اتفاق في شأن عمليات الطائرات الاميركية عبر الحدود الباكستانية - الافغانية. وشهد معبر طورخم تدفق نحو 150 شاحنة تنقل إمدادات من مرفأ كراتشي (جنوب) مع العلم ان 149 شاحنة من بينها صهاريج محروقات ل «الاطلسي» دمرت الاسبوع الماضي، في هجمات تبنتها حركة «طالبان باكستان» المتحالفة مع «القاعدة»، رداً على الضربات الجوية الاميركية التي تستهدف مخابئ المتشددين غرب باكستان. واحرقت 30 شاحنة إمدادات بهجمات اول من امس وحده. وعلى رغم تصاعد الهجمات على الشاحنات، فإن الجنرال جوزيف بلوتز الناطق باسم القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان (إيساف) أكد أن العمليات العسكرية للتحالف، لم تتأثر بإغلاق طريق الإمدادات. وقال: «خسرنا نحو واحد في المئة فقط من كل الإمدادات التي نحتاجها فعلاً، لذا لم يكن الإغلاق مهماً ولم يعق عملياتنا على الإطلاق». واشارت مصادر باكستانية مطلعة الى ان استئناف حركة الإمدادات، طاولت الشاحنات العالقة في طورخم (شمال غرب) والتي بلغ عددها نحو 6 آلاف شاحنة، مع العلم ان معبر تشامان (جنوب غرب) والمؤدي الى قندهار، ظل مفتوحاً امام الشاحنات طيلة الاسبوع الماضي، في حين لم تتأثر عملية تحميل الشاحنات في كراتشي. وابلغ مصدر باكستاني «الحياة» امس، ان التكهنات بتقليص الحلف اعتماده على خط الإمدادات عبر باكستان، «غير واقعية»، ذلك ان 70 في المئة من الإمدادات يمر عبر معبري طورخم وتشامان، في حين ان بقية الإمدادات تنقل الى افغانستان من تركمانستان (شمال افغانستان) بعد قطع رحلة طويلة عبر جمهوريات آسيا الوسطى. من جهة أخرى، اعلن مسؤولون امنيون باكستانيون مقتل سبعة مقاتلين متشددين في ضربة صاروخية نفذتها طائرة اميركية من دون طيار على منطقة في اقليم شمال وزيرستان القبلي غرب باكستان. واستهدفت الضربة مخبأ للمتشددين في منطقة شيوا على بعد 40 كلم شمال شرق ميرانشاه، كبرى مدن الإقليم.