وصف متخصصان دعوة أمانة منطقة الرياض أصحاب عربات الأطعمة لبيع الوجبات السريعة لمنحهم التراخيص اللازمة، بأنها خطوة إيجابية لفتح أنواع جديدة من الأسواق، وخلق فرص مغرية للشباب ستحقق أرباحاً عالية في مقابل رأس المال المنخفض، وأكدوا أن المبادرة إلى ترخيص العربات لم تأت من الأمانة وإنما أتت من رواد الأعمال بالغرفة التجارية، بعد مطالبات عدة بترخيص هذا النشاط. وأكد رئيس مركز «سعودي سكوب» للدراسات الاقتصادية سالم الزمامي أن هذه الخطوة هي اتجاه إلى الأسواق الحرة البعيدة عن اشتراطات الامتياز، والتي ستعود بالنفع على المواطن أكثر من المستثمر، ولفت إلى أن نشاط بيع عربات الأطعمة يصنف من المشاريع الصغيرة فئة «ج» التي تركز على أماكن الطلب، وتسعى إلى تحقيق الأرباح في مقابل سهولة وانخفاض التكاليف. واستبعد أن يكون لعربات الأطعمة المتنقلة تأثير في أسواق الأطعمة الأخرى غير المتنقلة لاختلاف السوق المستهدفة، فغالباً ما تجد أصحاب العربات يركزون على أماكن التجمعات والمناسبات والمؤتمرات، التي يكثر فيها الزوار وتغيب فيها المحال والمطاعم. وأوضح الزمامي أن هذه الأنشطة ما زالت تعتبر جديدة في المملكة ولم تخضع لدراسات اقتصادية لمعرفة حجم الاستثمارات بها، مشدداً إلى أنه يعول عليها كثيراً في أن تحقق أرباحاً عالية. ودعا الأمانات والجهات الحكومية إلى التركيز على المشاريع النوعية القابلة للتطوير، والتي من شأنها أن تخدم المواطن، وتقدم له فرص الاستثمار الحقيقية، والبعد عن الفرص التقليدية التي أصبحت مستنقعاً للعمالة الوافدة، لافتاً إلى أن أصحاب المشاريع الناشئة لا بد لهم من التكتل وإنشاء تجمعات بناء على أنشطتهم، من أجل المطالبة بحقوقهم، وللحد من البيروقراطية التي أصبحت العائق أمام كثير من المبادرات المهمة. من جانبه، أكد الكاتب أحمد الشهري ل«الحياة» أن عربات الأطعمة ليست بالجديدة في الأسواق العالمية، وأن عدداً من الدول منحتها تراخيص في المجال منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أننا ما زلنا متأخرين في هذا الجانب بسبب ضعف إدارة الخدمات الحكومية، وضعف الكفاءات التي تقوم بإدارتها، وغياب الوعي في عدد من المجالات الاستثمارية التي لم تفعّل، مبيناً أن تحرك رواد الأعمال أثمر السماح بترخيص مثل هذه الأنشطة. وأشار إلي أن الفرصة مغرية جداً لخلق فرص كبيرة للشباب بأرباح مرتفعة جداً في مقابل رأس المال المنخفض، مشدداً على ضرورة أن تقدم الأمانة محفزات للشباب السعودي؛ كمنح التراخيص بمبالغ منخفضة، ومتابعتهم، وسن العقوبات على المخالفين كي لا تنتقل هذه الفرصة إلى العامل الأجنبي. وبيّن أن هذه الفرصة ستنعكس على انخفاض معدل البطالة في المملكة، لأن الشباب السعودي يجب أن ينتقل من مرحلة البحث عن فرص وظيفية إلى البحث عن فرص خلق الثروة التي لن تتحقق إلا بالتحرك والاجتهاد. يذكر أن أمانة منطقة الرياض قالت أخيراً، عبر بيان نشر في الصحف على لسان وكيل أمانة المنطقة للخدمات المهندس سليمان البطحي: «إن هذه الخطوة تأتي دعماً من الأمانة لأصحاب المشاريع الصغيرة من الأفراد السعوديين، وإتاحة الفرصة لهم في مزاولة هذه الأنشطة»، داعية أصحاب عربات الأطعمة المتنقلة إلى مراجعتها للتمهيد لاستخراج التراخيص اللازمة.