تصاعد الجدل في أوساط المبتعثين نتيجة إصدار وزارة التعليم قراراً بإيقاف بدل العلاج النقدي وحسمه من مكافآت الطلبة، وزادت حدة مخاطبات الملحقية الثقافية في واشنطن ومطالبات المبتعثين بإعادة النظر في القرار، كما أن وزارة التعليم لم تحرك ساكناً حتى الآن، وتلتزم الصمت. وعلمت «الحياة» من مصدر مطلع في الملحقية الثقافية السعودية بالولاياتالمتحدة الأميركية أن الملحقية لم تبلغ المبتعثين رسمياً بقرار الحسم من مكافآت الطلبة المالية حتى الآن، أملاً منها بتراجع الوزارة عن هذا القرار، وذلك مراعاة لظروف المبتعثين وغلاء المعيشة في أميركا. وبيّن المصدر أن بدل العلاج الطبي النقدي يبلغ 111 دولاراً شهرياً لكل مبتعث ومرافق بالغ، فيما يبلغ 55 دولاراً لكل طفل مرافق، إذ ستصبح المكافأة الشهرية نحو 1736 دولاراًَ لكل مبتعث، وقد كانت 1846 دولاراً قبل قرار وزارة التعليم، مشيراً إلى أن تعاقد الوزارة رسمياً مع شركة (العناية الطبية المتحدة United Health Care) للتأمين الطبي، هو البديل عن إيقاف بدل العلاج النقدي. وأضاف: «أوضحت وزارة التعليم في تعميمها على الملحقيات الثقافية السعودية في دول العالم كافة أن بدل العلاج النقدي يجب ألّا يصرف للمبتعثين ممن لديهم تأمين طبي، بيد أن شركة التأمين الطبي المتعاقد معها في أميركا لا تغطي الخدمات كافة، ويواجه المبتعثون صعوبة بالغة في التعامل معها، بعكس الشركة السابقة (أتينا)». وأشار المصدر إلى أن سبب عدم إبلاغ الطلبة رسمياً بالقرار والتريث في تطبيقه يعود إلى تفاؤل الملحقية الثقافية بأميركا بتفاعل وزارة التعليم مع أصداء القرار وإعادة النظر في تطبيقه، والرد على مخاطبات الملحقية الرسمية لهم، إضافة إلى محاولة تغيير شركة التأمين الطبي التي سينتهي عقدها السنوي بنهاية هذا الشهر تشرين الأول (ديسمبر). من جهتهم، طالب المبتعثون في الولاياتالمتحدة الأميركية وزارة التعليم والملحقية الثقافية في أميركا، عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بعدم تطبيق القرار، لما له من آثارٍ سلبية في حياتهم المعيشية، في ظل ارتفاع الأسعار ببعض الولايات الكبيرة. وتشير مطالبات الطلبة المبتعثين في مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجود اختلاف كبير في خدمات الرعاية الصحية بين شركات التأمين الطبي في أميركا، إذ إن الشركة السابقة كانت تمتاز بعقد شامل للخدمات كافة وبسعر شهري يبلغ 700 دولار، فيما تتقاضي الشركة الحالية رسوماً مالية نحو 22 دولار، ولا تشمل الخدمات الطبية كافة. يقول المبتعث في تخصص المحاسبة المالية بجامعة بالتيمور عبدالعزيز الوليد ل«الحياة» إن اختلاف التأمين الطبي ما بين الشركة القديمة والشركة الحالية جعل كثيراً من المبتعثين يتكبدون مبالغ مالية باهظة بدفعهم نصف الفواتير في بعض المرات. وأضاف: «ليس عدلاً ولا إنصافاً أن يحسم بدل العلاج النقدي، مع وجود شركة تأمين طبي، ويلزم الطالب بدفع فاتورة العلاج أيضاً، لا بد من إعادة النظر في المخصصات المالية وتعاقد الوزارة مع شركات التأمين». في حين يرى المبتعث في تخصص الهندسة الكهربائية بجامعة سيتون هول في نيويورك ناصر الشهراني، خلال حديثه إلى «الحياة»، أن خيار خفض المكافأة المالية عن المبتعثين قرار ظالم لهم، فكثير منهم يعيشون في مدن غالية المعيشة، ويتكبدون خسائر مالية في إعاشة أطفالهم والمتطلبات الدراسية. ولفت الشهراني إلى أن انخفاض المكافأة المالية للمبتعثين سيؤثر سلباً، لاضطرار بعضهم إلى إيجاد مصدر دخل آخر.