قدّر خبراء تأمين قيمة التأمين على الطلاب السعوديين المبتعثين في الخارج بنحو بليون ريال سنوياً، إذ يوجد أكثر من 100 ألف طالب سعودي مبتعث في الخارج. وأوضح نائب المدير العام لشركة «ار اف أي بي» السعودية لوساطة التأمين ناجي التميمي، أن إجمالي التأمين الصحي على الطلاب المبتعثين يبلغ أكثر من بليون ريال سنوياً، وهناك اختلاف كبير في التغطيات التأمينية بين الطلاب المبتعثين وما هو معمول به هنا من ناحية الحدود القصوى للتعويض، لأن أسعار الخدمات الطبية في أميركا وبعض الدول الأوروبية قد تبلغ أضعاف الأسعار في المملكة، لذا تحاول وزارة التعليم الآلي صحة توفير تغطية مربحة للطلاب وعائلاتهم تتناسب مع المصاريف الطبية السائدة في بلد الابتعاث. وأكد التميمي ل«الحياة» أن وزارة التعليم العالي تركت موضوع التعاقد مع شركات التأمين للملحقيات في الخارج باختيار الشركة المحلية المناسبة في بلد الابتعاث، لأن أفضل من يقدم الخدمة التأمين الطبي في أي بلد هي شركاتها المحلية، فمن النادر أن تجد شركة تأمين تقدم خدمة تأمين طبي مميزة في بلد غير بلدها الأصلي. وقال إن دور شركات التأمين السعودية ينحصر في التعاقد مع شركات التأمين الأجنبية التي تعاقدت معها المحلقيات لتوفير الخدمة في السعودية نيابة عن تلك الشركات، وعندما يكون المبتعث أو عائلته في السعودية تمكنهم تلك العقود من استخدام شبكة الشركة السعودية المتعاقدة، وهو ما يسهل على المبتعث الدفع نقداً ومن ثم الاستعاضة لاحقاً من شركة التأمين الأجنبية. من جهته، أشار مدير تأمينات الأفراد في شركة ملاذ للتأمين وإعادة التامين التعاوني أحمد بن فهد الرقيبة، إلى أن عدد المبتعثين يبلغ حوالى 100 ألف طالب حالياً، وأن العلاج الطبي يتم تقديمه من المحلقية الثقافية لجميع الطلاب والطالبات المبتعثين والمتدربين الذين لا تقل مدة تدريبهم عن ستة أشهر، كما يشمل العلاج أيضاً المرافقين من الزوج أو الزوجة وقد يكون فقط الاختلاف في حدود التغطية بحسب طبيعة البلد والخدمات الصحية المقدمة، وكذلك الاختلاف حول آلية الدفع، سواء بعلاج المبتعث ومطالبة شركة التأمين عن طريق المنشأة الصحية أم الدفع مباشرة للمنشأة الصحية ومن ثم تعويض المبتعث بالفواتير المقدمة. وأكد الرقيبة أن أقساط التأمين تختلف من بلد إلى آخر، بحسب تكاليف الخدمات الصحية في ذلك البلد، وعادة ما تبدأ وثائق التأمين الصحي من 600 دولار وتصل على 2000 دولار، بحسب وثيقة التأمين وبلد الابتعاث، وهناك اتفاق بين شركات عالمية وشركات محلية لتقديم خدمات التأمين الصحي للمبتعثين في بعض الدول أثناء وجودهم في السعودية للزيارات والإجازات. أما خبير التأمين ماهر الجعيري فأوضح أن تطبيق التأمين الطبي على جميع المبتعثين في المملكة المتحدة وأسرهم ومرافقيهم المسجلين رسمياً لدى المحلقية يتم على 28 ألفاً، ويبلغ عدد الطلاب المبتعثين المؤمن عليهم صحياً أكثر من 100 ألف طالب وطالبة. يذكر أن وزارة التعليم العالي توصلت إلى صيغة تأمين صحي واضحة تخدم الطالب السعودي لتشمل نحو 120 ألف طالب وطالبة، كما أن مجلس الوزراء وافق منذ شهر محرم من عام 1428ه على تطبيق برنامج تأمين صحي لعلاج الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج، على أن يكون تأميناً دولياً شاملاً، بصورة تضمن حسن التنظيم والضبط والمراقبة وتقليل النفقات واحتواء التكاليف.