- يبدو أن خبر إيقاف «بدل العلاج» على المبتعثين أثار ردود أفعال متباينة، فيما يرى البعض أن «الحسم» من المكافأة الشهرية غير موفق، نظرا لارتفاع المعيشة في دول الابتعاث، ويتفهم آخرون القرار كون أن التأمين الطبي للمبتعث يجعل من استمرار «بدل العلاج» غير منطقي. الآراء المتباينة والمنقسمة في أوساط المبتعثين تتوزع بين انتقاد استمرارية البدل مع وجود التأمين الطبي، وبين الأضرار الذي سيخلفها القرار الجديد على الالتزامات المالية في دول الابتعاث التي يشتكي المبتعثون منذ زمن من عدم تغطية المصاريف الحياتية اليومية كون «المكافأة قليلة» وفقا لصحيفة "عكاظ". واعتبرت مشاعل الغامدي (إحدى المبتعثات في كندا) ارتفاع تكاليف المعيشة في كندا «مرهقا للطلاب نفسيا وماديا»، مشيرة إلى أنه من المفترض عدم خصم «بدل العلاج» من المكافأة الشهرية. وأوضحت الغامدي أن رسالة وصلتها من الملحقية الثقافية السعودية في كندا على بريدها الإلكتروني تفيد بأنه سوف يتم إيقاف صرف بدل العلاج النقدي من المخصص الشهري للمبتعثين حسب التعميم الذي ورد من وزارة التعليم والمعمم إلى كافة الملحقيات الثقافية بخصوص إيقاف صرف بدل العلاج للمبتعثين ومرافقيهم في الدول التي لديها تأمين طبي، اعتبارا من مخصص ربيع الأول 1438ه. فيما أكد المبتعث في الولاياتالمتحدةالأمريكية سهيل البكري عدم وصول أي رسالة من الملحقية الثقافية في واشنطن حول إيقاف بدل العلاج. وبين أن حسم هذا المبلغ من المكافأة الشهرية للمبتعث سوف يزيد من الأعباء المادية على الدارسين، «خصوصا أن المخصصات تعتبر ضعيفة وغير كافية مقارنة بغلاء دول الابتعاث». ويرى المبتعث في كندا عبدالعزيز العمري فكرة خصم بدل العلاج من المخصص الشهري للمبتعث «غير صائبة»، مؤكدا عدم تغطية التأمين الطبي لجميع التكاليف العلاجية، والأدوية والعمليات الجراحية، «ويعتبر البدل مكملا للتأمين الطبي، إضافة إلى تكاليف المعيشة في الخارج تعتبر باهضة ومرهقة للدارسين، وبالتالي فإن بدل العلاج يساهم ولو بشكل بسيط في سد حاجة المبتعثين». فيما تقف أكدت المبتعثة في كندا أمجاد انرقيري في صف منتقدي القرار وتقول إن الدارسين في الخارج قد رتبوا ميزانياتهم على وجود هذا المبلغ، وخصمه سوف يخل بميزانيتهم بشكل كبير، مضيفة: «هذا ما يجعل المبتعث متمسكا ببدل العلاج مع ارتفاع الضرائب، المعيشة، والإيجارات، إضافة إلى ارتفاع اسعار الكتب». وتعلق المبتعثة في كندا أمار الغامدي على عدم تغطية التأمين الطبي كافة الجوانب، «بالتالي فأنا ضد خصم مبلغ بدل العلاج من المخصص الشهري للمبتعثين، وهنالك أسباب أخرى لرفضي خصم بدل العلاج منها ارتفاع أسعار الإيجار، والضرائب، وغلاء المعيشة، عدم كفاية المبلغ الذي تخصصه الدولة لشراء الكتب، إذ إن أسعار الكتب تعتبر مرتفعة، خصوصا لدى بعض التخصصات العلمية مثل الفيزياء الطبية». في المقابل، يرى أحد المبتعثين في بريطانيا عماد الرفاعي أنه من الطبيعي إيقاف بدل العلاج في حال وجود تأمين طبي، مشيرا إلى أن التأمين الطبي المقدم من قبل الدولة للمبتعثين ومرافقيهم يغطي العلاج داخل دولة الابتعاث، وداخل المملكة العربية السعودية في حال العودة لأرض الوطن وقت الإجازات والأعياد. اعتبر طلاب مبتعثون إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة قرار إيقاف بدل العلاج لهم ومرافقيهم الذي أصدرته وزارة التعليم أخيرا.. صادما وصاعقا، وأنه يؤثر سلبا على التزاماتهم في بلد الابتعاث، مشيرين إلى أن القرار صدر قبل سنوات لمعطيات معينة في وقتها، وتغيرت الآن بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والحياة في بلدان الابتعاث. كما أن التأمين الصحي في بعض الدول لم يعد شاملا ولا يقدم خدمات طبية وصحية للمبتعثين بالصورة المطلوبة. وأوضح محمد السلمي المبتعث لدراسة الدكتوراه من الهيئة الملكية أنه اختار الغربة عن وطنه وأهله ولا دخل شهريا له غير مكافأة الابتعاث، وأي خلل في ذلك سيؤثر سلبا على استقراره وكافة المبعثين، علما بأن بدل العلاج يستهلك 5% من مكافأته، ويضطر في غالب الأحوال إلى شراء الأدوية والمستلزمات الطبية على حسابه الخاص، خصوصا ما يتعلق بأمراض الأسنان والعلاج الطبيعي والأمراض غير المغطاة تأمينيا. وأضاف السلمي أن إيقاف بدل العلاج على المبتعث يؤثر سلبا عليه وزملائه، إذ إن المكافأة تغطي بالكاد الالتزامات الشهرية المتزايدة للمبتعث ومرافقيه، فضلا أن تأمين الجامعات للصحة لا تغطي الإعاقات والطوارئ، كما لا تغطي شبكات التأمين مستشفيات قريبة، فضلا عن أن بعضها تتحاشى الخدمة السريعة. وطالب السلمي من وزارة التعليم بتحسين باقة التأمين طالما ألغت بدل العلاج.