أبلغت الملحقية الثقافية السعودية في أميركا جميع المبتعثين والمبتعثات بتحديثات جديدة في تأمينهم الطبي، يقضي بتقليص تعويض العلاج ومشاركة المبتعث بدفع 100 دولار في كل زيارة لمستشفى أو عيادة خارج شبكة شركة التأمين المعتمدة. في حين أكد مصدر مطلع في وزارة التعليم العالي أن التعامل الخاطئ لبعض المبتعثين والمبتعثات في الاستفادة من مميزات التأمين، الذي يعد الأبرز في أميركا، قادت شركة التأمين لطلب تقليص الامتيازات. وأعلنت شركة أتنا الدولية المسؤولة تقديم خدمة التأمين الطبي للمبتعثين والمبتعثات في أميركا إجراء تحديثات في التأمين الطبي للمبتعثين السعوديين، بدأ تطبيقها في الشهر الماضي. وتشمل التغيرات تقليص تعويض العلاج ومشاركة المبتعث في دفع 100 دولار من تكاليف العلاج في كل زيارة يقوم بها أو أحد مرافقيه، الذين تشملهم تغطية التأمين إلى طبيب أو مستشفى أو مختبر خارج شبكة التأمين، إضافة إلى خفض قيمة النظارات والعدسات الطبية إلى 200 دولار بدلاً من 400 دولار التي كان يغطيها التأمين قبل التنظيم الجديد. وقالت الشركة في بيان أرسلته إلى إيميلات المبتعثين (حصلت «الحياة» على نسخة منه) إنها ألغت أيضاً اتفاقها مع شركة التعاونية للتأمين في المملكة، وإنها غير مسؤولة عن تقديم التأمين للمبتعثين أثناء وجودهم في الوطن، وإن عليهم دفع تكاليف العلاج والاحتفاظ بالفواتير إلى حين العودة إلى أميركا وتقديم طلب تعويض من خلال خدمات شركة التأمين. وشددت الشركة على ضرورة التأكد من أن يكون الطبيب أو المستشفى الذي سيتلقى الرعاية الطبية فيه مسجلاً ضمن شبكة أتنا، فيما أشارت إلى أنها ستصدر بطاقات تأمين حديثة لأعضائها. من جانبه، أوضح مصدر مطلع في الملحقية الثقافية في أميركا ل«الحياة» أن سبب تعديل بنود التأمين هو «ممارسات خاطئة قام بها مبتعثون ومبتعثات، لاحظتها شركة التأمين بعد قيامها بدراسة شاملة خلصت إلى ضرورة الحد من تلك الممارسات الخاطئة؛ للمحافظة على جودة التأمين الذي يعد الأفضل والأغلى في الولاياتالمتحدة الأميركية». وقال إن الملحقية الثقافية اختارت أفضل شركات التأمين الموجودة في البلاد، كما أعطت سقفاً مرتفعاً لقيمة التأمين، لكن الممارسات الخاطئة والمبالغة في استثمار امتيازات التأمين الكبيرة من بعض المبتعثين والمبتعثات، قاد شركة التأمين الطبي إلى الاعتراض وتقليص الامتيازات. وفي حين تذمر بعض المبتعثين والمبتعثات من الإجراء الجديد، ورأوا فيه زيادة في الأعباء المالية على الدارسين في الخارج، ولاسيما أن مستوى المعيشة مرتفع في عدد كبير من الولايات في أميركا، علمت «الحياة» أن مبتعثين ومبتعثات بالغوا في الاستفادة من مميزات التأمين من دون حاجة طبية إلى ذلك، مثل تبديل العدسات الطبية والنظارات الشمسية والمبالغة في ذلك. ومنذ انطلاقة برنامج الابتعاث في مرحلته الأولى عام 2005، لم تعتمد جميع الملحقيات الثقافية السعودية نظام تأمين طبي موحد، إذ ظلت ملحقيات تعتمد نظام التسديد الفوري لفاتورة علاج المبتعث، ولكن مع تضاعف أعداد المبتعثين في البرنامج من 5 آلاف مبتعث إلى أميركا إلى ما يتجاوز 150 ألف مبتعث ومبتعثة في 30 دولة، وجدت وزارة التعليم العالي أن من الأفضل اعتماد التأمين الطبي.