كثفت مقاتلات التحالف العربي أمس، غاراتها على مواقع ميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في محيط صنعاء وفي محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين، بالتزامن مع معارك مستمرة تخوضها القوات الحكومية ضد الميليشيات في مختلف الجبهات. ونشرت القوات الحكومية تعزيزات على ساحل البحر الأحمر لطرد الحوثيين من مضيق باب المندب الاستراتيجي. ويضم الساحل خصوصاً مدينة ذوباب الواقعة على بعد 30 كلم من مضيق باب المندب الذي يعبره قسم من التجارة البحرية العالمية ويربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي. وقال مسؤول عسكري ان الجيش يريد «طرد المتمردين من الساحل الغربي وباب المندب وتأمين الملاحة البحرية في القسم الجنوبي من البحر الاحمر». وتم ارسال قوات مؤيدة للحكومة الى المكان معززة بدبابات وعربات مدرعة وقاذفات صواريخ، بحسب مسؤولين عسكريين. والهدف هو استعادة السيطرة على ساحل ذوباب وصولا الى منطقة الخوخة التي تقع على بعد 90 كلم الى الشمال، بحسب المصادر ذاتها. كما وفر التحالف العربي، تعزيزات. وكانت القوات الحكومية سيطرت في تشرين الاول (اكتوبر) 2015 على باب المندب قبل ان يستولي عليه المتمردون في شباط (فبراير) 2016. وقال مسؤولون يمنيون لوكالة «فرانس برس» ان الرئيس عبد ربه منصور هادي كان طلب هذه التعزيزات قبل ان يلتقي الخميس في عدن المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد. وخلال الاجتماع، جدد هادي رفضه خريطة الطريق الاممية لانهاء النزاع والتي تنص خصوصا على تخلي هادي عن الحكم. واتهمت الحكومة الشرعية الحوثيين وقوات صالح بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى تعز وتجويع أبناء المحافظة المحاصرة، وقال وزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح، أن الميليشيات احتجزت 64 شاحنة محمّلة بالمساعدات في منطقتي «الربيعي والوازعية» كانت انطلقت مطلع الشهر الماضي، من ميناء الحديدة باتجاه مديريات «شرعب وجبل حبشي ومقبنة ودمنة خدير». وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن معارك ضارية تدور في ميمنة جبهة نهم شمال شرقي صنعاء بين القوات الحكومية والميليشيات، وأضافت أن طيران التحالف كثف ضرباته على تعزيزات المتمردين في منطقة بني الكثب ونقيل غيلان في نهم، وتمكّن من تدمير آليات ثقيلة وعربات عسكرية خاصة بقوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس السابق علي صالح. إلى ذلك، استهدفت المقاتلات الطريق الرابط بين صنعاء وذمار في منطقة «نقيل يسلح»، وقالت مصادر محلية أن أربع ضربات على الأقل تمكنت من قطع الطريق أمام إمدادات المتمردين المتوجّهة من صنعاء باتجاه محافظة تعز. وفي جبهة «ميدي وحرض» شمال غربي محافظة حجة الحدودية، أعلنت القوات الحكومية عن مقتل 22 متمرداً في محيط مدينة ميدي خلال اليومين الأخيرين، بينهم قادة ميدانيون من «آل العرجلي»، وشنّ طيران التحالف خمس غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في النخيل والخدور. وفي محافظة صعدة، أفادت مصادر محلية بأن مقاتلات التحالف شنّت ليل الجمعة - السبت، أكثر من 15 غارة على معسكر»الصيفي» في منطقة «قحزة» قرب مدينة صعدة، وهو ما أدى إلى تدمير آليات ومنصات صواريخ. وسيطرت القوات اليمنية، مدعومة بقوات التحالف، على ميناء «بلحاف» النفطي جنوب محافظة شبوة، وطردت عناصر تنظيم «القاعدة» الذين كانوا يتخذون من الميناء محطة لتهريب الأسلحة. ووصلت القوات الحكومية من حضرموت وانتشرت في محيط ميناء بلحاف الاستراتيجي ومفرق «عين بامعبد»، وأعادت تأمين المواقع القريبة من الميناء في خطوة تمهّد لإعادة استئناف تصدير الغاز الطبيعي والنفط الخام من هذا الميناء. وأبدت وزارة الخارجية الصينية قلقها من تشكيل الحوثيين وحلفائهم حكومة جديدة، واعتبرت ذلك ضربة للجهود التي تدعمها الأممالمتحدة لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن منذ 20 شهراً. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان صحافي: «لا نوافق على قيام أي جانب في اليمن بأية تصرفات منفردة تؤدي إلى تعقيد الوضع، ونرى أن هذا غير مفيد للتوصّل الى حل سياسي». وأضافت أنها تأمل بأن تواصل الأطراف المعنية في اليمن الحوار لحل الخلافات والتوصل الى تسوية عادلة يمكن كل الأطراف قبولها على أساس قرارات الأممالمتحدة ومبادرات مجلس التعاون الخليجي. وطالبت الحكومة الشرعية في اليمن أمس، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالقيام بدورها في فضح وإدانة الأعمال الإجرامية البشعة التي تمارسها ميليشيا الحوثي وحلفاؤها.