تظاهر مئات آلاف الكوريين الجنوبيين اليوم (السبت) للأسبوع السادس على التوالي، مطالبين بإقالة الرئيسة بارك غوين-هي المتورطة في فضيحة فساد ومحاباة، قبيل تصويت برلماني لإقالتها. وتجمع مئات من النشطاء أمام مقر حزب «ساينوري» (الحدود الجديدة) الحاكم الذي تتزعمه باراك في تظاهرة مبكرة، قبيل التظاهرة الحاشدة. ورأى جوه دو-هوان (45 عاماً) وهو محاسب، أن «بارك تكذب عندما تقول إنها ستنتحى طواعية. إقالتها هي الخيار الوحيد المتبقي»، فيما قال شونغ دو-سوك (54 عاماً) «لا أعتبر بارك رئيستنا بعد الآن. عليها الرحيل الآن». وتأتي التظاهرة بعد ساعات من تقديم أحزاب المعارضة الكورية الجنوبية الرئيسة الثلاثة الى البرلمان مذكرة - وقع عليها 171 نائباً من أصل 300 - تتهم الرئيسة بخرق الدستور وتطالب بإقالتها. وبحسب وكالة «يونهاب» للانباء، من المقرر أن يتم التصويت على مذكرة الإقالة الجمعة المقبل. وإذا تبناها النواب فستحال الى المحكمة الدستورية للموافقة عليها، وهذا أجراء يمكن أن يستغرق ستة اشهر. وتتمحور الفضيحة حول صديقة الرئيسة شوي سون سيل التي أوقفت بتهمة استغلال صداقتها معها لابتزاز كبرى شركات البلاد بالمال والتدخل في شؤون الدولة من دون أن يكون لها منصب رسمي. وتتهم النيابة العامة الرئيسة ب «التواطؤ». وتجرى منذ أسابيع تظاهرات حاشدة كل يوم سبت للمطالبة باستقالة الرئيسة. وكان الحزب الحاكم طلب منها الخميس الماضي أن توافق على التنحي في نيسان (أبريل) المقبل تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة في حزيران (يونيو) المقبل. ووافق النواب ال 128 للحزب بالاجماع على فكرة إمهالها أسبوعاً واحداً لتقبل هذا العرض وإلا ستخضع لاجراءات إقالة مهينة. ولا يمكن ملاحقة الرئيسة في كوريا الجنوبية في قضية جنائية، باستثناء الخيانة أو التمرد، غير أن حصانتها تسقط عند انتهاء ولايتها. وتعهدت بارك بالرد على أسئلة النيابة العامة ولجنة تحقيق مستقلة شكلها البرلمان. لكنها تراجعت فيما بعد ورفض محاميها المواعيد التي اقترحتها النيابة العامة لجلسات الاستماع. ووجهت التهمة أيضاً الى عدد من مستشاريها السابقين، وكذلك الى مخرج كبير للأفلام الموسيقية المصورة، للاشتباه في أنه استعان بعلاقاته مع شوي للحصول على عقود مجزية من وكالات حكومية وشركات خاصة.