تظاهر مئات الآلاف أمس في سول، للمرة الرابعة في أسابيع، مطالبين باستقالة الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي التي تطاولها فضيحة فساد. وهذه التظاهرات التي تعد الأكبر في كوريا الجنوبية منذ الثمانينات، شارك فيها الأسبوع الماضي مليون شخص في كل أنحاء البلاد، كما أفاد المنظمون، في حين تحدثت الشرطة عن أرقام أقل بعشر مرات. وتتعلق الفضيحة بصديقة الرئيسة منذ أربعين عاماً شوي شون-سيل التي أوقفت بتهمة الاحتيال واستغلال السلطة، خصوصا ابتزاز كبريات شركات البلاد لغايات شخصية إلى جانب التدخل في شؤون الحكومة. وقال المنظمون إن التجمع في سيول على ضوء الشموع شارك فيه نحو 450 ألف متظاهر رددوا هتافات مطالبة باستقالة بارك أثناء تجمعهم في وسط العاصمة. في المقابل، قدرت الشرطة عدد المتظاهرين بنحو 155 ألفاً. وتشارك في المظاهرة عائلات لكن وجود الشرطة كان كثيفا وقامت حافلات وشاحنات بإغلاق الطرقات المؤدية إلى القصر الرئاسي. وقال المتحدث باسم الاتحاد التجاري الكوري نام جيونغ-سو «نريد تظاهرة سلمية». وأضاف نام أن الآلاف من الطلاب الذي أنهوا امتحاناتهم الثانوية في وقت سابق هذا الأسبوع شاركوا في التظاهرة أيضاً. وتواصلت الاحتجاجات ضد بارك رغم اعتذارين قدمتهما الرئيسة على التلفزيون عن الفضيحة، التي تتمحور حول صديقتها شوي سون-سيل التي أوقفت مطلع نوفمبر بتهمة الاحتيال واستغلال السلطة. وتوجه إلى شوي (60 عاماً) تهمة استغلال صداقتها مع الرئيسة لحمل مجموعات صناعية مثل «سامسونغ» على دفع أموال إلى مؤسسات مشكوك فيها واستخدام هذه المبالغ في وقت لاحق لغايات شخصية. كما يحقق المدعون في تهم بأنها تدخلت بشؤون حكومية رغم أنها لا تحظى بأي منصب رسمي. والتقارير عن النفوذ الذي مارسته شوي على الرئيسة أدت إلى تراجع شعبية بارك إلى 5% وهو أدنى معدل يناله رئيس يتولى مهامه. وقالت لي وون-شيول (48 عاماً) خبيرة المعلوماتية إن بارك «مجرمة، وكيف يمكن أن تكون مجرمة رئيستنا؟ يجب أن تتنحى». وقال بارك شاي-أون أثناء جمعه التبرعات لإضاءة الشموع وتوزيع المياه على المتظاهرين إن «جعل هذا البلد أفضل، أهم من الدخول إلى جامعة جيدة». وقال أحد رفاقه كيم مي-سونغ «حين تكون الأمور بمثل هذا السوء في البلاد، سيصبح الأمر أكثر صعوبة لإيجاد وظائف. ولهذا السبب أنا هنا». وفي جهود لتخفيف الغضب الشعبي، وافقت بارك على التنازل عن بعض صلاحياتها الرئاسية والسماح بتحقيق مدع خاص مستقل يعينه البرلمان. لكنها لم تعط أي إشارة إلى عزمها على الاستقالة، فيما بدأ حزبها الحاكم «ساينوري» التخفيف من شأن التظاهرات الشعبية. وقال أحد النواب «الشموع هي الشموع. وستنطفىء مع هبوب الرياح». وأدت الفضيحة إلى شلل في إدارة بارك وتسببت في عدم مشاركة الرئيسة في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-المحيط الهادىء المرتقب في البيرو الأسبوع المقبل. لكن بعد فترة جمود طويلة، عاودت بارك نشاطها المعتاد وأعلنت أنها ستحضر قمة سنوية مع الصين واليابان في طوكيو الشهر المقبل. وأعلن القصر الرئاسي أن بارك تتلقى باقات من الورود من مؤيديها وأن نحو خمسة آلاف شخص شاركوا في تجمع مؤيد لها نظم قبل تظاهرة الاحتجاج. وصديقة رئيسة كوريا الجنوبية شوي هي ابنة زعيم ديني غامض يدعى شوي تاي-مين.