استضافت ديوانية ناصر الموسى في الرياض خلال أمسية ثقافية بعنوان «مدارس الموسيقى الشرقية» الموسيقار العراقي خليل المويل، بحضور عدد من المثقفين والكتاب والفنانين التشكيليين، الذي قدم لمحة عن نشأة الموسيقى وأنواعها سواء على النطاقين الشرقي والغربي، مستطرداً بالحديث عن المقامات الموسيقية، وأنواع الآلات، ومراحل التطور التي مرّت بها. وأكّد المويل أهمية الموسيقى في تكوين شخصية المجتمع والتأثير الإيجابي لها في تعزيز الجوانب الإيجابية، ودورها في التربية وتعزيز القيم الحميدة، إضافة إلى كونها المرآة التي من خلالها يمكن للآخرين قياس تطور ورقي المجتمعات، كما تحدث عن المجتمعات العربية وعدم إعطاء الموسيقى مكانتها التي تستحق، فضلاً عن التقليل من دورها، أو التركيز على قوالب غير جيدة من الفنون الموسيقية، تعطي إشارات سلبية ويكون تأثيرها سلبياً في أنماط الحياة. كما أوضح أن الفنون الموسيقية عرفت لدى العرب منذ الأزل، محدداً عدداً من المدن والعواصم العربية على مر التاريخ التي خرّجت أعلاماً في هذا المجال، سواء في تاريخ العرب القديم أم في الوقت الحاضر، إذ لم يغب زرياب وبليغ حمدي عن ساحة الحديث. وشهدت الأمسية التي ضمت في جنباتها عدداً من المثقفين والمفكرين أحاديث عن هموم المجتمع والتطلعات إلى واقع أفضل في إطار موضوع الندوة، في الوقت الذي لم تغب عن الحضور أهمية التثقيف بدور الموسيقى، وفق معايير محددة ترفض الابتذال والإساءة إلى الآخرين. وقدم المويل لمحة سريعة عن المدارس الموسيقية الغربية، ومقارنتها بالشرق، والتطور الموسيقي والعناية التي أوليت للمهتمين بهذا الفن في البلدان الغربية ما ساعد في تطورها. فيما عانت الموسيقى الشرقية خصوصاً في البلدان العربية نوعا من الإهمال جعلها تراوح مكانها من دون إغفال رواد ذلك المجال ومحاولاتهم الحثيثة للتحسين والإصلاح، والتوعية بأهميتها والمحافظة عليها كموروث مهم، يعكس شخصية الشعوب وثقافة أفرادها.