أثار حديث لرئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي حول استفادة مؤذنين وأئمة مساجد من دورات المقامات التي أقامتها بعض فروع الجمعية العديد من الأسئلة المشوبة بالدهشة لدى بعض المثقفين والمهتمين بالموسيقى حول حضور المؤذنين وأئمة المساجد لتلك الدورات، وهل عنى ذلك بداية علاقة بينهم وبين جمعيات الثقافة ؟. وماذا عن رأي العلماء في مشاركة هذه الفئة في تلك الدورات.؟ وما جدواها ..حملنا هذه الأسئلة الى رئيس جمعية الثقافة والى عدد من العلماء والمهتمين فكانت تلك الاجابات: دراسة المقامات.. يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي حول استفسارنا: هناك بعض حفاظ القرآن الكريم والمؤذنين استفادوا من دورات في المقامات الاساسية مثل مقام راست ونهاوند ومقام نوا أثر ومقام حجاز وغيره والتي أقيمت في أكثر من فرع من فروع الجمعية في المملكة وأنا بحديثي لم اقصد خارج المملكة بل في جمعية الثقافة والفنون بالرياض وجمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة ..والخلاف هنا هو في استخدام الموسيقى وليس في دراسة المقامات. ويضيف البازعي: إن الجمعية تهدف الى نشر الثقافة واحتواء المواهب وتقديم كل ما تستطيع للمواهب سواء في الموسيقى أو الفنون الأخرى المختلفة، وأن تفتح قنوات اتصال مع كل الاطياف في المجتمع السعودي.. فالجمعية وجدت لذلك. وانتقلنا بأسئلتنا الى مجموعة من المشايخ والعلماء حول جواز حضور المؤذنين وأئمة المساجد هذه الدورات ..؟ خارج المفروض في البداية يقول الداعية الدكتور غازي الشمري: أي أمر تحضر فيه الموسيقى محرم وهي فتوى لكبار العلماء في المملكة وحتى المقامات اذا كانت ترتبط بالموسيقى، وأضاف: لا يوجد لدينا في المملكة دورات في الموسيقى وإذا كان هناك دورات موسيقية فهو أمر خارج المفروض. ويؤكد الشمري أن الدين الحنيف لا يقف أمام التطور الإنساني في جميع المجالات الحياتية ولكن بشرط أن لا يكون مخالفا للشريعة الإسلامية، وليس هناك مشكلة في أن يطوع الإنسان صوته للقراءة وغيرها ولكن بشرط أن لا يكون بوجود المحرمات. لا مانع من الحضور.. فيما يقول عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث: إذا كانت المقامات تعني التغني بالصوت الطبيعي والحبال الصوتية من أصل الخلقة البشرية فهذا جائز في المباحات كقراءة القران والآذان والأناشيد وأما اذا كانت بأحد أمرين الأول أن تكون باستخدام أجهزة صناعية فإنها في حكم الموسيقى المحرمة والأمر الثاني اذا لم تكن بأجهزة وبالصوت الطبيعي ولكن استخدم في المحرم كالأغاني بأشعار محرمة وكلمات نابية فإنها تحرم. ويؤكد الغيث: لا مانع من حضور دورة في المقامات الخالية من الموسيقى اذا كان الهدف تحسين الصوت واستخدامه في ما يرضي الله سبحانه وتعالى. الصوت الطبيعي.. من جانب آخر أكد مدرب الموسيقى والمقامات الذي أقام مجموعة الدورات والورشة الموسيقية بفرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة تميم الأحمدي حضور أكثر من 20 شخصا بين أئمة مساجد ومؤذنين وحفظة القرآن الكريم دورات في المقامات بكل أنواعها وأساسياتها خلت من الموسيقى، واعتمدت على الصوت الطبيعي للإنسان، وكان هناك تفاعل كبير وحب للتعلم. ويذكر الأحمد أنه ينقل ما تعلمه لمن يمتلك الموهبة الصوتية خاصة وأن دراسة المقامات تحتاج إلى وجود موهبة صوتية وممارسة لا تتمثل فقط في حضور دورة أسبوعا أو أسبوعين بل تحتاج الى متابعة وممارسة حتى يروض الصوت سواء كان في قراءة القرآن او الأذان وغيره. ويضيف الأحمدي: ستعقد في الأيام القادمة أكثر من ثلاث دورات وكذلك ورش في مختلف الفنون الموسيقية ومنها المقامات. استفدت كثيرا.. ويقول المؤذن حسين فتحي احد الذين حضروا دورة المقامات: كنت انتظر دورة المقامات أكثر من ثلاث سنوات وعندما سنحت لي الفرصة في جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة التحقت بها، وقد استفدت كثيرا خاصة في جانب تحسين الصوت وكذلك التعرف على كل أنواع وأساسيات المقامات. ويضيف وقد درست المقامات السبع مثل الرست والعجم والنهاوند ومقام حجاز ومقام صبا وأفكر إذا كان هناك دورات في المستقبل أن احضرها واستفيد من خلال تطوير نفسي سواء كان لقراءة القرآن او الأذان. وبالنسبة لدخولي جمعية الثقافة والفنون فليس هناك أي إحراج اذا كانت الفائدة لي لأستفيد وأفيد الآخرين ولا يخلو أي أمر من سلبيات وايجابيات وبكل تأكيد الإنسان يستفيد من الايجابيات ويحذر من السلبيات. دورة جيدة.. فيما تحدث مشرف حلقة تحفيظ القرآن فواز العجلان: كانت الدورة جيدة وبكل تأكيد كانت الفائدة ولكن كنت أتمنى أن تكون مدتها أطول لتكون الفائدة أكثر واكبر، وقد دخلت الدورة للحصول على الفائدة وكذلك لتعليم طلاب تحفيظ القرآن من أجل تحسين الصوت في التلاوة فحضور دورة كهذه تعود الفائدة على وعلى الطلاب الذين يحفظون القرآن الكريم. اكتشاف المواهب.. يقول علاء الدين صديق الطالب في الجامعة الإسلامية وهو ممن حضروا إن الدورة كانت مفيدة جدا وهي تساعد على اكتشاف المواهب الصوتية لدى الأشخاص، وهو ما فعله المدرب المتمكن من استكشاف اصوات كان ينقصها التدريب وحضور مثل هذه الدورات. ويؤكد صديق كان هناك طلاب متنوعين بين أئمة مساجد ومؤذنين وطلاب الجامعة الإسلامية وحرص الطلاب على البقاء الى ما بعد وقت الدورة لساعات للاستفادة، وأتمنى تكرار الدورة، وأكثر ما لفت نظري في الدورة الحضور الكبير والحرص والمشاركة ومناقشة المدرب في كل تفاصيل المقامات. وعن وجود الموسيقى من ضمن التدريب يقول صديق ليس لدي مانع في ذلك مع احترامي لكل وجهات النظر. والمعروف أن أحد تعريفات المقام أنه تركيب شكلي يميز فن موسيقى البلدان في شمال أفريقيا، الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ففي هذه المنطقة يمكن أن نميز ثلاث ثقافات موسيقية رئيسية تعود إلى عائلة المقام: الفارسي، العربي والتركي. تحتوي الموسيقى الشرقية بفروعها من تركية وكردية وعربية وفارسية وسريانية آشورية على ما يقرب من 360 مقاما موسيقيا وتدعى المقامات الموسيقية الشرقية. والمقام عبارة عن تتالي لعلامات موسيقية وفق أبعاد معينة وقواعد موضوعة لتصنيف اللحن الموسيقي, الأمر الذي يسهل تعامل العازف مع الآلة وبالتالي مع المقياس الموسيقي.