تصاعدت أزمة تمثيل الصحراء الغربية في القمة الأفريقية- العربية التي يفترض أن تلتئم اليوم في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، بعدما هددت دول عربية، من بينها السعودية، بالانسحاب احتجاجاً على وضع مقعد ولافتة باسم «الجمهورية الصحراوية» داخل قاعات الاجتماعات. ولم تثمر جهود للحل حتى وقت متقدم من مساء أمس. وقال رئيس الوفد السعودي سفير المملكة في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة أحمد قطان، إن بلاده ستنسحب من القمة ما لم تتم الاستجابة لاقتراح سعودي بسحب المقعد الذي لن يشغله وفد. ثم أعلن رؤساء وفود الإمارات وقطر والبحرين والأردن واليمن التضامن مع المغرب ومع الاقتراح السعودي، وغادرت الوفود العربية الستة أمس فور انسحاب الوفد المغربي. واستمرت بقية الوفود العربية، ورفضت الجزائر وليبيا الانسحاب في كلمات علنية، إضافة إلى الكويت التي تشارك تشاد رئاسة الجلسات. وانتقد سفير الجزائر لدى إثيوبيا رشيد بنلونس الذي مثل بلاده في الاجتماع أمس، موقف المغرب. وقال إن «هناك اتفاقاً مسبقاً على دعوة الجمهورية الصحراوية، والأمر ليس مفاجئاً لأحد». وكان الوزير المغربي المكلف الجاليات والهجرة أنيس بيرو أثار الموضوع في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري أول من أمس. وقال رئيس الاجتماع من الجانب الأفريقي وزير خارجية تشاد موسى فكي: «اتفقنا على رفع الأمر إلى القادة، ولنمض في إقرار وثائق القمة». واعتبر أن «المسألة تحت الدراسة»، رافضاً «تعطيل القمة». وأضاف: «نحن بصدد إحراج البلد المضيف، ولا بد من أن نأخد في الاعتبار تعبئة بلد بأسره لشهور طويلة للإعداد للقمة. لقد تعطلنا سبع ساعات (أول من) أمس للسبب ذاته، فلنرفع الأمر إلى القمة». وأيده وزراء أفارقة. وقال وزير خارجية غينيا الاستوائية أغابيتو إمبا موكوي، إن بلاده «فعلت الكثير للإعداد للقمة... ولا يصح أن نفاجأ بهذا الموقف. نوافق على أن نجتمع للتشاور إذا كان ذلك يساعد. لكن لا يمكن أن ننهي أشغالنا كوزراء خارجية. هناك رؤساء وصلوا مالابو، وهذا الموضوع لا يمكن أن يمنعنا من استكمال القمة». ورُفعت الجلسة في وقت متقدم من مساء أمس للإفساح في المجال للمشاورات الثنائية والجماعية، قبل استئنافها، لمحاولة حل المشكلة بطريقة توافقية تمنع انهيار القمة ولا تحرج البلد المضيف.