حلم أجيال تجسد أخيراً بعد أن بات «تخصيص الأندية الرياضية» حقيقة لا ينقصها سوى لمسات أخيرة، بعد موافقة مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت أول من أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. الأندية السعودية سيكون بمقدورها السير بخطى احترافية أكبر بعد ستة أشهر فقط كما قال الرئيس العام لهيئة الرياضة الأمير عبدالله بن مساعد، إذ ستكون البداية بطرح ناديين يرجح أنهما الأهلي والاتفاق، وقال «نحتاج إلى دراسات أكثر بعد صدور القرار، وأعتقد أنه بعد ستة أشهر ربما نبدأ بثلاثة أندية، نادٍ من المقدمة واثنين من أندية الوسط، ذلك وفقاً لتصوري الأولي»، مضيفاً في السياق ذاته: «شراء المنشأة هو خيار للمشتري، وسنعيد تقييم العقار في الفترة المقبلة، وفي حال عدم وجود الرغبة، سنقوم بتأجير المنشأة بسعر رمزي». وسيغير تخصيص الأندية كثيراً، مثل تقليص حجم الديون لدى كل نادٍ، وفتح باب الاستثمار فيها بأيدٍ سعودية، مما يوفر فرص عمل أكبر للمواطنين في الأندية، «الحياة» استطلعت آراء متخصصين في مجالات العقار والاقتصاد والرياضة للتعرف على آرائهم حول تخصيص الأندية، واتفق جميعهم على أن الاستفادة ستكون كبيرة خلال الفترة المقبلة. الفوزان: نحتاج إلى الإيضاح.. ولا تستعجلوا تحدث المحلل الاقتصادي راشد الفوزان عن خصخصة الأندية السعودية قائلاً: «عملية خصخصة الأندية تعد خطوة ممتازة وستحدث نقلة كبيرة في الرياضة السعودية، ولكن في الوقت ذاته يجب علينا حالياً عدم الاندفاع والاستعجال في الحكم على القرار لحين صدور آلية التنفيذ والتطبيق، وبعدها نستطيع الحكم على هذا الأمر». وعن إقبال المستثمرين على تملك الأندية الرياضية أجاب: «الإقبال على الاستثمار أو تملك الأندية يعتمد على كيفية التخصيص، إما ببيع حصص أو نسب محددة أو بشكل مساهمة، إذ نحتاج في الوقت الحالي إلى إيضاح لكافة تفاصيل الخصخصة، لمعرفة مدى جاذبيتها للمستثمرين وإقبالهم على الاستثمار في الأندية». عقاري: قيم أراضي الأندية مختلفة أكد الخبير العقاري موفق الغزال أن علاقة العقار بالخصخصة وثيقة، وأضاف: «العقار والخصخصة مرتبطان، وخصوصاً في الأصول الثابتة وأراضي الأندية ومواقعها الاستثمارية، والقيمة السوقية تختلف من نادٍ لآخر، وذلك لمعايير عدة، من أبرزها الموقع؛ فكلما كان موقع أرض النادي في منطقة حديثة وقريبة من النطاق العمراني زاد سعرها في السوق العقارية، إضافة إلى مساحة الأرض؛ فكلما كبرت قطعة الأرض زادت قيمتها، فهي تختلف من ناد لآخر، وكذلك تختلف القيمة السوقية للأندية التي تمتلك أصولاً في الاستثمار، من مجمعات تجارية أو عقارية تدر أرباحها على النادي، وهنا يصعب تحديد القيمة السوقية للنادي». إماراتي: لا تعتمدوا على الجماهير تحدث المدير التنفيذي لشركة النادي الأهلي الإماراتي سابقاً أحمد بن خليفة بن حماد عن خصخصة الأندية السعودية، قائلاً: «أطالب القائمين على الكرة السعودية بالاستفادة ممن سبقوهم في هذا المجال، سواء من الأندية الآسيوية كأندية أستراليا واليابان وكوريا والإمارات حالياً أم الأندية الأوروبية المعروفة، وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى». وتابع قائلاً: «معنى الخصخصة تحويل الأندية إلى شركات ذات رؤوس أموال توجد فيها أرباح وخسائر عمل موزونة كما يعمل في الشركات الكبرى من ناحية عمل قوائم مالية نهاية كل سنة وتوزيع الأرباح وزيادة رأس المال وغيرها من الأمور المعمول بها في الشركات الكبرى»، كما أنه طالب بعدم الاعتماد في الخصخصة على تذاكر الجمهور فقط.