ما زالت هناك حلقة مفقودة في وسيلة الاتصال في ما بين الاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية السعودية في ما يخص إيصال الرسائل والقرارات، وبالأخص القرارات الاستثنائيّة التي تخص مسابقات الموسم الكروية. وعندما أقول إنّ هناك حلقة مفقودة، فأنا هنا أفترض أنّ النوايا دائماً ما تصب لمصلحة رياضة الوطن في كل القرارات الّتي تصدر من مقام الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبالتالي فإن عدم وضوح كثير من الرسائل والقرارات الّتي تصدر من هذا الاتحاد لبعض الأندية كل موسم من المواسم يستحق الوقوف عنده قليلاً للتفكّر، ولمعرفة هذه الحلقة المفقودة الّتي طالما تسبّبت في بلبلة ولغط كبيرين في الشارع الرياضي. أنا لا أريد أن أتّخذ من موضوع تأجيل مباراة الهلال والاتحاد مثالاً لهذا الموضوع، لكي لا يتّهمني أي طرف بالوقوف مع الطرف الآخر، بل ولكي لا تّتهمي جميع الأطراف (بما فيها الاتحاد السعودي) بعدم الوقوف مع أي منهم! ولكن كل ما أريد إيصاله هو، وبكل بساطة، أسئلة سهلة جدّاً تقول: - هل هو من المستحيل أن يكون هناك نظام ثابت لموضوع تأجيل مباريات مسابقاتنا المحلّية، وخصّوصاً مسابقة دوري زين في ما يخص الفرق المشاركة في بطولات خارجيّة؟ - هل هي المرّة الأولى التي نمر فيها بمثل هذه المواقف، أم لنا عقود عدّة وأنديتنا تشارك خارجيّاً؟ - هل هناك خوف، أو لنقل قلقاً من أي من المسؤولين في الاتحاد من تثبيت نظام ثابت لهذا الغرض، أم أنّ هذه الفكرة لم تخطر على بال أحد؟ - لماذا نعرّض أنفسنا دائماً لمثل هذه المهاترات الّتي لا يستفيد منها أحد سوى بعض الصفحات والمنتديات الرياضيّة، التي تنتهز مثل هذه الأحداث، لتخرج عن النص الرياضي شكلاً وموضوعاً؟ - ألم يفكّر المسؤولون مسبقاً في أن مثل هذه الأحداث دائماً ما تكون سبب شحن نفسي سلبي للفرق المتنافسة بل ولجماهيرها؟ - لم لا توجد آلية واضحة لاتخاذ هذه القرارات، تكون معلّقة بتوقيت وفترات معيّنة يصدر خلالها القرار أو لا يصدر، لكي يعرف الناس ما لهم وما عليهم؟ الأسئلة كثيرة ويمكنني سرد أكثر من 30 أو 40 سؤالاً في هذا الخصوص، ولكن المشكلة ليست في الأسئلة بقدر ما هي في الأجوبة! فلا أحد يشك للحظة في أن أي مواطن (طبيعي)، يتمنّى أن تحقق الأندية السعودية الانجاز تلو الآخر، ولا يوجد من مواطن (طبيعي) يفرح أو يسعد بإخفاق أي نادٍ سعودي يحقق إنجازاً يسجّل باسم الوطن، ويجب ألاّ تُستخدم ورقة الوطنيّة في مثل هذه المواقف، بقدر ما نتمنّى أن نستخدم الموضوعيّة، الّتي ستغنينا بالمستقبل عن الحزازيات والمشكلات التي تتكرر كل موسم بشكل لا يرضاه أحد على سمعة رياضتنا الوطنيّة. والعالم الآن، أصبح قرية صغيرة، كل من حولك يعرف ما يدور أمام وخلف كواليسنا الرياضية، وقد يكون هناك متربّصون وشامتون، يتمنون سماع دبيب نملنا، لكي يضخّموا ما يسمعون على ما يريدون. فهلاّ جلسنا وتناقشنا لمستقبلنا الرياضي، بدلاً من الخوض في طين الخلافات الحالية، التي لن تسمن ولن تغني من جوع؟ www.almisehal.net