خاض تنظيم «داعش» مواجهات عنيفة أمس مع فصائل المعارضة السورية المنضوية في إطار عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا، بعدما باتت هذه الفصائل على أبواب مدينة الباب، المعقل الأخير للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. وتزامن ذلك مع اشتباكات بين فصائل المعارضة نفسها في مدينة أعزاز قرب الحدود مع تركيا، ما دفع بأنقرة إلى إغلاق المعبر الحدودي القريب مع الأراضي السورية. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إلى مقتل «قائد عسكري في فرقة مقاتلة» مع عدد من العناصر المنضوية في فصائل «درع الفرات» خلال اشتباكات مع «داعش» في ريف حلب الشمالي، لافتاً إلى أن الفصائل واصلت تقدمها بدعم من طائرات وجنود أتراك و «سيطرت على مناطق جبل الدير والحدث وقبة الشيح القريبة من مدينة الباب». وتحدث عن «معارك عنيفة بين الجانبين، في محاولة من تنظيم داعش إبعاد الفصائل عن المدينة الاستراتيجية، التي تعد أكبر مدينة من ضمن ما تبقى من مناطق للتنظيم في ريف حلب». وكانت فصائل «درع الفرات» وصلت الأحد إلى تخوم الباب، بعد أكثر من شهرين ونصف على بدء عملياتها في سورية في 24 آب (أغسطس) الماضي. وبهذا التقدم الجديد تكون فصائل «درع الفرات» قد سيطرت على 25 قرية بريف حلب الشمالي الشرقي، وهي قرى قديران والدانا وسوسيان وعولان والعون وجبل الدير والحدث وقبة الشيح وحج كوسا وحليصة وبصلجة وأقداش والشعيب وتليلة وشدار وشويحة وسوسنباط وترحين ويازجي وعرب جودك ونعمان وبتاحك ومسيبين والشيخ علوان وزميكة، خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. ونقلت «رويترز» أمس عن بيان للجيش التركي إن طائرات حربية تركية قصفت 15 هدفاً ل «داعش» في منطقة الباب يوم الأحد، ودمّرت عشرة مواقع دفاعية ومراكز قيادة ومخزناً للذخيرة للتنظيم. وأشار البيان إلى مقتل تسعة وجرح 52 من عناصر المعارضة السورية خلال اشتباكات في المنطقة. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن السيطرة على الباب الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود التركية هدف لعملية «درع الفرات». وأضاف بيان الجيش التركي أن ضرباته استهدفت أيضاً «وحدات حماية الشعب» الكردية في ريف حلب وجرى «تحييد» عشرة من عناصرها في القصف خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أثناء محاولتهم السيطرة على منطقة تل جيجان. و «وحدات حماية الشعب» حليفة للولايات المتحدة في القتال ضد «داعش». وتدين أنقرة «وحدات حماية الشعب» وتقول إنها تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الجيش التركي في جنوب شرقي البلاد منذ ثلاثة عقود وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه جماعة إرهابية. في غضون ذلك، تحدثت شبكة «الدرر الشامية» عن خلافات واشتباكات بين فصائل المعارضة في مدينة أعزاز قرب الحدود مع تركيا. ونقلت عن بيان ل «الجبهة الشامية» اتهامها «حركة أحرار الشام الإسلامية» بالتعاون مع من وُصفوا ب «الحاقدين»، بالهجوم على الجبهة أثناء انشغالها بالتحضير لمعركة تحرير الباب، متوعدة بعدم السكوت على «الضيم والظلم». وبرر البيان سبب هجوم «أحرار الشام» وفصائل أخرى على «الجبهة الشامية» في أعزاز بأن قرار محكمة أعزاز القاضي بتسليم حاجز المدينة إلى «الجبهة الشامية» لم يوافق «أهواءهم ومطامعهم»، واصفاً المهاجمين بأنهم «أذناب من اندحروا»، في إشارة إلى تنظيم «داعش». ولفتت «الدرر» إلى أن جبهة أطلقت على نفسها «عمليات نصرة المظلوم» أصدرت، من جهتها، بياناً اتهمت فيه من وصفتهم ب «خلايا محسوبة على الثورة» بتزويد «الميليشيات الانفصالية» (في إشارة إلى الوحدات الكردية) بمعلومات عن كل هجوم تعتزم فصائل «الجيش الحر» شنه على تلك الميليشيات، مؤكدةً عزمها القضاء على الخلايا التابعة ل «الجبهة الشامية». وكانت ساعات الصباح الأولى من أمس الاثنين شهدت اشتباكات عنيفة بين فصائل «أحرار الشام» و «كتائب الصفوة» و «حركة نور الدين الزنكي» و «جيش الشمال»، من جهة، و «الجبهة الشامية»، من جهة أخرى، في أعزاز، بحسب ما ذكرت «الدرر». وفي ديار بكر التركية، نقلت «رويترز» عن حاكم إقليمي ومصادر أمنية إن تركيا أغلقت بوابة حدودية مع سورية موقتاً الاثنين قرب إقليم كلس التركي بجنوب شرقي البلاد بعد اندلاع اشتباكات عبر الحدود. وتعتبر بوابة أونجو بينار الحدودية التي تقع على الجانب الآخر من الحدود مع باب السلامة في سورية ممراً أساسياً لحركة السير بين شمال سورية الذي تسيطر عليه المعارضة وتركيا. وتقع على مقربة من بلدة أعزاز السورية. وقال إسماعيل جطاكلي حاكم إقليم كلس إن الحدود أغلقت موقتاً أمام المساعدات الإنسانية والحركة التجارية بسبب التطورات على الجانب السوري. وقالت مصادر أمنية إنه لم يتضح بعد إلى متى سيستمر إغلاق الحدود.