فيما واصل طيران النظام السوري قصفه للمدنيين في حلب، بدعم من حلفائه الروس، قالت فصائل من الجيش السوري الحر إنها حققت تقدما في ريف حلب الشمالي، واستعادت مناطق من تنظيم داعش، بدعم وفرته القوات التركية. وأضافت المعارضة أنها استعادت السيطرة على قرية احتيملات بريف حلب الشمالي، ضمن المرحلة الثالثة من معركة درع الفرات، بينما أعلنت تركيا أمس استعدادها للتدخل العسكري بشرق الفرات. وأكد ناشطون أن فصائل الجيش الحر تواصل تقدمها، حيث سيمهد تقدمها الطريق للسيطرة على مركز ناحية صوران التي تعد مركز ثقل هام لتنظيم داعش في ريف حلب الشمالي، وكذلك بلدة دابق ذات القيمة المعنوية الكبيرة للتنظيم. وتأتي هذه التطورات بعد يوم من سيطرة الجيش الحر على بلدات عدة شمال حلب، ومنها براغيدة وكفرغان وغزل وطوقلي وشيخ ريح ويحمول وجارز وإلبل. من جهته، قال رئيس الوزراء بن علي يلدرم إن القوات التركية مستعدة لاتخاذ إجراءات في شرق نهر الفرات، مشيرا إلى أن الحديث دائما يكون عن غرب الفرات، واضاف "في حال استمرار الأنشطة الإرهابية شرق الفرات فإننا مستعدون لفعل ما يلزم هناك أيضا". كما أعلن الجيش التركي أنه دمّر أكثر من 90 هدفا لتنظيم داعش. ومنذ انطلاق العمليات في 24 أغسطس الماضي، سيطرت المعارضة على 132 منطقة سكنية تمتد على مساحة 1100 كيلومتر مربع، وتسعى للسيطرة على مدينة الباب التي تعد أبرز معاقل التنظيم بالمنطقة. تطهير الحدود شنت القوات الجوية التركية، في إطار عملية "درع الفرات"، غارات جوية شمال سورية على مواقع لتنظيم داعش، دمرت خلالها 10 مباني كان يستخدمها التنظيم كمقرات ومستودعات للأسلحة. وبحسب بيان صادر من قيادة الأركان العامة التركية، فإن المقاتلات شنت غارات جوية مستخدمة 12 قنبلة على 10 مواقع للتنظيم، في حين قصفت المدفعية التركية 84 موقعا لداعش بعد تحديدها عبر عمليات استطلاع ومراقبة. وكانت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، قد أعلنت في اغسطس الماضي، عن حملة عسكرية شمالي سوريا تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير مدينة جرابلس والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية التي تستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء. ونجحت العملية، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، ولم تبق أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة التنظيم المتطرف.
استمرار الغارات أفادت مصادر محلية، بمصرع 10 أشخاص بينهم أطفال ونساء، إثر تفجير انتحاري بحزام ناسف نفذه انتحاري جنوب مدينة منبج بريف حلب الشرقي، في حين تمكنت قوات النظام من التقدم في مدينة اللاذقية. وفي حلب، قتل ثمانية مدنيون وجرح آخرون نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام على حي الفردوس، كما شنت القوات الروسية غارات بالقنابل الارتجاجية على حي بستان القصر. كما تجري اشتباكات عنيفة جنوب غربي حلب بين قوات المعارضة وقوات النظام التي تحاول التقدم، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف يستهدف المنطقة. وأفاد ناشطون، أن قوات النظام والمليشيات الموالية استعادت السيطرة على كل من تلال الملك ورشا والبركان والدبابات بريف اللاذقية؛ إثر هجوم مضاد على قوات المعارضة التي كانت تسيطر على تلك الأماكن في وقت سابق، ضمن معركة أعلنت عنها تحت اسم "أيام عاشوراء". وأفادت المصادر أن قوات النظام السوري تقدمت تحت غطاء وقصف جوي كثيف، أسفر أيضا عن مقتل عدد من عناصر المعارضة التي فضلت الانسحاب.