حذرت قيادات أمنية في ديالى من تكرار سيناريو «معركة النخيل»، التي أثبتت قدرات التنظيمات المسلحة في المدينة على رغم إصرار مسؤولين أمنيين آخرين على القضاء على تلك التنظيمات في شكل كامل. وقال مسؤول أمني رفيع في قيادة عمليات ديالى إن «ما يتردد في شأن القضاء على التنظيمات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة وانها أصبحت تعمل بصعوبة في ديالى غير صحيح». وأوضح أن «تجاهل القيادات الأمنية للتحذيرات انعكس سلباً على الوضع الأمني الذي شهد هزة عنيفة تمثلت بمعركة النخيل التي وضعت هذه الأجهزة على المحك في ما يتعلق بقدرتها على حفظ الاستقرار». واشار الى أن «معلومات استخبارية رصدت تحركات من جانب المسلحين الذين عادوا من جديد لإحياء التحرير والدور ومنطقة الكاطون والمفرق إضافة الى منطقة المخيسة وما جاورها في ناحية أبو صيدا في قضاء المقدادية، في حين تتحدث تقارير عن وجود عشرات المسلحين جنوب بلدروز ومنطقة حمرين والسعدية وجلولاء». وحذر المسؤول الأمني من «تكرار تجربة معركة النخيل، التي تزامنت والذكرى السنوية لأحداث 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001». وكانت قرية الحديد شهدت على مدى يومين معركة طاحنة بين مسلحي تنظيم «القاعدة» وبين قوة من الشرطة والجيش أدت الى مقتل وإصابة 15 من منتسبي القوات الحكومية قبل الاستعانة بقوات أميركية برية وأخرى وفرت الدعم الجوي لحسم المعركة. لكن المتحدث باسم قيادة شرطة ديالى الرائد غالب عطية الكرخي يؤكد ل «الحياة» انهيار غالبية التنظيمات الرئيسة واعتقال قياداتها في عمليات نوعية اعتمدت المعلومة الاستخبارية الدقيقة. وأوضح الكرخي أن «ثمانية تنظيمات كانت تتصدى للقوات المسلحة في ديالى انهارت تماماً وهي تنظيم أنصار السنة وحزب العودة والجيش الإسلامي وحماس العراق وكتائب ثورة العشرين والمرابطين وتنظيم المجاهدين». وأكد أن «الحديث عن قدرة هذه التنظيمات في ما يتعلق بإرباك الوضع الأمني غير وارد في حسابات الأجهزة الأمنية نظراً الى الضربات التي تلقتها على أيدي القوات المحلية». والملاحظ أن الناطق باسم عمليات الديالى لم يأت على ذكر تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي يقوده تنظيم «القاعدة» في العراق، ويعد المسؤول الأول عن معظم العمليات الكبيرة التي تتفجر في المدينة. وكان مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى طالب التميمي دعا الى «تزويد القوات الأمنية في ديالى بالطائرات المقاتلة والمدرعات لمواجهة مستجدات خطط «القاعدة». وأشار الى أن معركة الحديد ظهرت افتقار الخبرة لدى القوات الأمنية في مواجهة حرب العصابات». وكانت القيادة الأميركية في ديالى قررت الإبقاء على ثلاثة آلاف جندي للإسهام الى جانب القوات المحلية في الحرب على تنظيم «القاعدة» الذي استهدف مراراً هذه القوات بواسطة هجمات انتحارية وأخرى من طريق العبوات وإطلاق الصواريخ المحلية الصنع. وعن موقف مجالس الصحوة من الوضع الأمني الذي بدأ يشهد تراجعاً ملحوظاً منذ حلول العام الحالي أكد القيادي في التنظيم أبو الفوز العراقي ل «الحياة» أن «الوضع الأمني الذي شهد تحسناً واستقراراً شبه كامل عام 2009 انما تم بتضحيات الصحوة البالغة 500 شهيد بين قيادي ومنتسب». وأوضح أن «الحديث عن الاستقرار الأمني بمعزل عن دور الصحوات يؤكد هضم حقوق هؤلاء المقاتلين الذين وضعوا تنظيم القاعدة والتنظيمات المسلحة الأخرى في موضع لا يحسد عليه بعد توفير المعلومات الكاملة والدقيقة عن تحركات وشخوص القيادات الرئيسة فيها». ويؤكد تنظيم الصحوة في ديالى، المعروف رسمياً باسم «أبناء العراق» وتأسس عام 2006 بدعم من القوات الأميركية لشق صفوف تنظيم «القاعدة» والتنظيمات المسلحة الأخرى، تعرض قياداته لتصفيات سياسية وأمنية فيما تتجاهل القيادات المسؤولة مطالب التنظيم بالحاق عناصره بالأجهزة الأمنية.