يتنافس المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون على رئاسة الولاياتالمتحدة غداً، في الانتخابات الأكثر مصيرية حول مستقبل البلاد، بين رؤيتين متناقضتين في السياستين الخارجية والداخلية. ووسط تسارع وتيرة «حرب استطلاعات» عشية الاقتراع، رجّح مراقبون نسب تصويت تُعتبر سابقة، تزيد مرتين على انتخابات 2012، فيما أحاطت مخاوف أمنية بالتحضيرات لدخول الرئيس الأميركي ال45 البيت الأبيض. وتستمر ضراوة الحملة حتى اليوم الأخير، بعد إنزال ترامب لفترة وجيزة من على منصة خلال تجمّع انتخابي في ولاية نيفادا، بعد تهديد كاذب عندما صاح شخص قائلاً «مسدس»، خلال شجار مع محتجّ رفع لافتة كُتب عليها «جمهوريون ضد ترامب». وعلى رغم تأكيد جهاز الأمن السري عدم العثور على سلاح، تحدث دونالد ترامب جونيور، نجل البليونير النيويوركي، عن «محاولة اغتيال»، فيما اتهمت مديرة حملة المرشح الجمهوري، كيليان كونواي، المحتج بأنه «عميل ديموقراطي»، علماً انه من مؤيّدي الحزب الجمهوري. وتحدّت كلينتون أمطاراً خلال تجمّع انتخابي في فلوريدا، كما دعت في فيلادلفيا إلى تعبئة في «الشوط الأخير من السباق». أما ترامب فأبدى ثقته ب «الفوز بالبيت الأبيض»، محذراً من أن نصر المرشحة الديموقراطية سيكون «كارثة منذ اليوم الأول». وأعلن جون بوديستا، مدير فريق كلينتون، أن الحملة تركّز على ولايتَي نيفادا وميشيغان في الأيام الأخيرة من السباق. ورجّح فوز السيدة الأولى سابقاً في الانتخابات، إذا انتزعت هاتين الولايتين، معتبراً أن ترامب «يتبنّى السياسة الخارجية الروسية، ويرفض السياسة الخارجية الأميركية (التي يتبنّاها) الحزبان» الديموقراطي والجمهوري. ولن يتوقف القطار الانتخابي حتى فجر غد، بعد إعلان حملة كلينتون أنها ستُختَتم بتجمّع عند منتصف ليل الاثنين - الثلثاء في ولاية كارولاينا الشمالية. وتنقّل نجوم الحزب الديموقراطي، وبينهم الرئيس باراك أوباما ونائبه جوزف بايدن ونائب الرئيس السابق آل غور، بين الولايات ال15 الحاسمة التي ستقرر مصير السباق، في انتظار تجمّع مشترك بين أوباما وكلينتون في بنسلفانيا اليوم. وعكست الخريطة الانتخابية اتساع إطار المنافسة، ودخول ولايات ميشيغان ونيوهامبشير وجورجيا وأريزونا رقعة المعركة للفوز ب270 كلية انتخابية. وأظهر أحدث استطلاع رأي أعدّته شبكة «أن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» تقدّم كلينتون بفارق 4 نقاط على ترامب (44-40)، بعدما منح استطلاع أعدّته شبكة «أي بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» المرشحة الديموقراطية تقدّماً بخمس نقاط (48-43). وكان استطلاع نُشرت نتائجه الجمعة الماضي، منح وزيرة الخارجية السابقة 47 في المئة من نيات التصويت، في مقابل 44 في المئة للبليونير النيويوركي. وبثّت شبكة «سي بي أس» أن المرشحَين باتا متعادلين في ولايتَي أوهايو وفلوريدا، فيما رجّح خبير التحليلات الانتخابية الأميركية نايت سيلفر فوز كلينتون، مستدركاً أن موقعها «هشّ، لأنها نالت 44 في المئة فقط من نيات التصويت، ما يعني أن المترددين قد يصوّتون في أيٍ من الاتجاهين». وبعد تلويح المرشح الجمهوري، سابقاً، بالامتناع عن الاعتراف بفوز كلينتون، متحدثاً عن «تزوير» الاقتراع، تعهد نائبه مايك بنس أن تقبل حملة ترامب «نتيجة واضحة» للانتخابات، مستدركاً أن الحملتين «تحتفظان بكل الحقوق والتعويضات، في حال وجود نتائج محلّ نزاع». لكن المعركة الحقيقية بدأت على الأرض في الاقتراع المبكر الذي شارك فيه 41 مليون ناخب في 48 ولاية، وفي حشد أضخم ماكينة انتخابية وتمويل للحملتين، لرفع نسَب الإقبال غداً. وأعطت النتائج الأولية للاقتراع المبكر قفزة للديموقراطيين في نيفادا وكارولاينا الشمالية وفلوريدا، بسبب تصويت الأقليات وإقبال كثيف من الأقلية اللاتينية.