دخل السباق الرئاسي الأميركي مرحلة حاسمة، قبل أربعة أيام من التصويت الثلثاء المقبل. وأظهرت استطلاعات رأي تقدّم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون بهامش ضئيل على خصمها الجمهوري دونالد ترامب، فيما أطلق الرئيس باراك أوباما جرس إنذار حول «مصير الجمهورية»، محذراً من أن البليونير النيويوركي سيستغلّ سلطاته إذا خلفه في البيت الأبيض. وأشار استطلاع رأي أعدّته صحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي أس» إلى تقدّم وزيرة الخارجية السابقة ب3 نقاط (45 - 42 في المئة)، فيما انحسر هذا الهامش إلى نقطتين في استطلاع أعدّته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي» (47 - 45 في المئة). وأوردت «نيويورك تايمز» أن «حوالى ستة من كل عشرة مُستطلَعين قالوا إن ما يُكشف عنه في اللحظة الأخيرة في شأن أي من المرشحَين، لن يؤثّر في تصويتهم»، في إشارة إلى إعلان مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) عثوره على رسائل إلكترونية جديدة تتعلق بقضية البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون. وعلى صعيد الولايات الحاسمة التي ستقرر مصير السباق، أشار استطلاع أعدّته جامعة «كوينيباك» إلى تقدّم كلينتون في فلوريدا وبنسلفانيا وكارولاينا الشمالية، فيما تتخلّف عن ترامب في أوهايو. وتعني هذه الأرقام سباقاً حامياً لكسب ال270 كلية انتخابية اللازمة للفوز، يقترب من انتخابات عامَي 2000 و2004، لا اقتراع عامَي 2008 و2012 حين حقّق أوباما نصراً كاسحاً. وتعود هذه النسب إلى تراجع الثقة في المرشحَين والنظرة السلبية إليهما، بعد فضائح تُعتبر سابقة في الانتخابات الأميركية، طاولت ترامب وكلينتون. على رغم ذلك، رجّح مرصد «مودي» الاقتصادي والاستطلاعي الذي توقّع بدقة نتائج الانتخابات الأميركية منذ العام 1980، فوزاً كاسحاً لكلينتون، بنيلها 332 كلية انتخابية، في مقابل 206 لترامب. وطلبت وزيرة الخارجية السابقة من أنصارها، خلال تجمّع انتخابي في لاس فيغاس، «تخيّل دونالد ترامب مؤدياً القسم (الدستوري رئيساً) أمام الكابيتول، في 20 كانون الثاني (يناير) 2017». وأضافت: «إن كنتم لا تنتمون إلى شريحة صغيرة جداً يشعر أنه مرتبط بها، لا مكان لكم في أميركا ترامب. هذه ليست انتخابات عادية». وبات أوباما السلاح الأمضى بالنسبة إلى حملة كلينتون، إذ شارك في تجمّعات انتخابية حاشدة في ولايتَي كارولاينا الشمالية وفلوريدا، لإثارة حماسة القاعدة اليسارية للديموقراطيين. ونبّه الرئيس الأميركي إلى أن أي شخص لا يحترم المرأة أو الدستور قبل أن يصبح رئيساً، لن يتغيّر بعد انتخابه. واعتبر أن الفارق الوحيد سيكمن في أن هذا الشخص امتلك قوة أكثر لتنفيذ «أفكار ملتوية». وكان أوباما اعتبر أن كلينتون هي «الشخص المناسب، وتصل في الوقت المناسب»، وخاطب حشداً قائلاً: «لا أريد الضغط عليكم، لكن مصير الجمهورية بين أيديكم. في إمكانكم انتخاب أول امرأة رئيسة، لديكم فرصة لكتابة التاريخ». في المقابل، سخر ترامب من تكريس الرئيس الأميركي وقته لدعم كلينتون، معتبراً أن الأسئلة المحيطة باستخدامها خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني ستلاحقها إلى البيت الأبيض، ومرجّحاً أن تواجه «تحقيقاً لسنوات». وذكّر بنجاة الرئيس السابق بيل كلينتون من تصويت لعزله، وزاد: «هذا ليس ما نحتاج إليه في بلادنا. نحتاج إلى شخص مستعد للذهاب إلى العمل». وكرّر أن انتخاب خصمته قد يثير «أزمة دستورية تُعتبر سابقة»، وربما «حرباً عالمية ثالثة». وستُنهي هيلاري حملتها الإثنين بتجمّع انتخابي في فيلادلفيا، يشارك فيه زوجها وابنتها، وأوباما وزوجته. وأعلنت حملة ترامب أنه سيمضي ليلة الانتخابات مع أنصاره في فندق نيويوركي، يبعد 3 كيلومترات من تجمّع مشابه لتجمع كلينتون.