حافظت المرشحة الديموقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون على تقدم ضئيل في استطلاعات رأي الساعات ال 72 الأخيرة ما قبل التصويت المقرر الثلثاء المقبل، على رغم اعترافها بقبول مؤسسة كلينتون الخيرية التي تديرها مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، مليون دولار هبة من دولة خليجية حين تولت منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013، من دون إبلاغ الوزارة. أما منافسها الجمهوري دونالد ترامب فواجه «مطبات» جديدة، إثر كشف فضيحة طاولت زوجته ميلانيا، وصدور قرار قضائي ضد مساعدين لأحد أبرز مؤيديه كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي. ومع اقتراب السباق الرئاسي الشاق والعسير من خط النهاية، فجرت وكالة «أسوشييتد برس» فضيحة طاولت ميلانيا ترامب من خلال كشف وثائق ومعلومات رسمية تفيد بأن عارضة الأزياء السلوفينية الأصل عملت في شكل غير قانوني وحصلت على مدخول يناهز 21 ألف دولار بلا أوراق هجرة تخولها العمل في الولاياتالمتحدة بين آب (أغسطس) وتشرين الأول (أكتوبر) 1996. ودفع ذلك ديموقراطيين إلى انتقاد ازدواجية المرشح الجمهوري وتشدده في موضوع الهجرة غير الشرعية، في وقت عملت زوجته في شكل غير قانوني. كما هزّ حملة ترامب أمس قرار محكمة فيديرالية معاقبة مساعدين لحاكم نيوجيرسي، كريستي، بسبب تورطهما بفضيحة إغلاق الجسر المؤدي إلى نيويورك قبل عامين، للانتقام من الحزب الديموقراطي. وزاد القرار ابتعاد كريستي أكثر عن خط الحملة الجمهورية، إذ ألغى حضوره تجمعاً في ولاية نيو هامبشير أمس لمساعدة ترامب الذي فاقم أزمته أيضاً حديث عمدة نيويورك السابق رودي جولياني عن إبداء مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيديرالية (أف بي آي) غضبهم من مسار التحقيق مع كلينتون حول بريدها الإلكتروني، وتوقعهم استئنافه بعد رسالة مدير المكتب جيمس كومي إلى الكونغرس الأسبوع الماضي، ما طرح أسئلة حول موضوعية «أف بي آي» ومعرفة حملة ترامب بالمستجدات الاستخباراتية. لكن الرئيس باراك أوباما أبلغ محطة «إم إس إن بي سي» إنه لا يعتقد بأن كومي، وهو جمهوري، حاول التأثير في الانتخابات حين قرر فحص رسائل بريد إلكتروني جديدة تخص همى عابدين، مساعدة كلينتون. وقال: «أعلنت سابقاً وأكرر اليوم أن كومي رجل شريف وموظف عام جدّي يريد أن يفعل الصواب». وتستمر نتائج استطلاعات الرأي في عكس سباق محموم بين ترامب وكلينتون. وتقدمت المرشحة الديموقراطية بفارق نقطتين فقط في استطلاع شبكة «فوكس نيوز»، وأربع نقاط في استطلاع صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «اي بي سي». أما على صعيد الولايات فتتجه كل الأنظار إلى فلوريدا، صاحبة ال29 كلية انتخابية والتي سيكون الفوز فيها مفتاحاً للنصر وصولاً إلى جمع ال270 كلية انتخابية المطلوبة للفوز. وأفادت حملة كلينتون بأن «إقبال الأقلية اللاتينية ارتفع بنسبة 152 في المئة على عام 2012 في الاقتراع المبكر»، ما قد يخفض حظوظ ترامب على رغم تعادله أو تفوقه على كلينتون في بعض الاستطلاعات. وأمضى ترامب يومه أمس في تجمعات في فلوريدا التي قصدها الرئيس أوباما وتيم كاين، المرشح لمنصب نائب كلينتون. وأظهرت نسب الاقتراع المبكر في نيفادا تفوقاً عددياً بفارق كبير (72 ألف صوت) للديموقراطيين، ما قد يُصعّب مهمة لحاق ترامب بكلينتون هناك. لكن ترامب حافظ على تقدمه في ولايتي أيوا وأوهايو التي فاز فيهما أوباما عام 2012، فيما تقدمت كلينتون في بنسلفانيا وفرجينيا. وضخت الحملتان أكثر من 200 مليون دولار في إعلانات في الولايات الحاسمة، وذلك قبل يومين من التصويت في انتخابات ملأتها الفضائح حتى لحظاتها الأخيرة.