لا شيء محسوماً في سباق الرئاسة الأميركية، قبل عشرة أيام من التصويت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذ بدأ هامش تقدّم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون يضيق في ولايات حاسمة، مثل فلوريدا ونيفادا، فيما أحيت اتهامات ملكة سابقة لجمال فنلندا المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالتحرّش، الفضائح المحيطة بحملته، على رغم حديثها عن «زخم حقيقي». ومع بدء العد العكسي للتصويت، عكست استطلاعات الرأي سباقاً محموماً بين كلينتون وترامب، إذ تعادلا في ولاية فلوريدا التي حسمت الاقتراع عام الفين، وتقدّم البليونير النيويوركي في ولاية أوهايو، فيما حقّقت وزيرة الخارجية السابقة قفزة مريحة في ولايتَي بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية. ووضع المستطلع نايت سيلفر فرص كلينتون بالفوز بنسبة 81 في المئة، في مقابل 19 في المئة لترامب. وتعوّل حملة المرشحة الديموقراطية على تصويت كثيف لدى الأقليات والنساء، فيما يراهن خصمها الجمهوري على شريحة البيض، خصوصاً الرجال، والتي لم تصوّت منذ عهد الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان، وتبدي حماسة تُعتبر سابقة دعماً لترشيحه. لكن هذه الحماسة لدى قاعدة ترامب، اعترضها أمس اتهام ملكة جمال فنلندية سابقة تُدعى نيني لاكسونين، المرشح الجمهوري بتحسّس جسمها عام 2006، خلال تمثيلها بلدها في مسابقة ملكة جمال الكون في نيويورك. وباتت المرأة الرقم 12 التي تتهم ترامب بالتحرّش الجنسي منذ مطلع الشهر. وتركّز حملة كلينتون على حشد أصوات الشبان والجامعيين، واستعانت لهذا الهدف بنجوم الحزب الديموقراطي والمغنيتين مايلي سايرس وكايت بيري ومغني الراب جاي زي، والمغنية البريطانية آديل التي أعلنت دعمها السيدة الأولى سابقاً. لكن السلاح الأمضى لكلينتون لدى الشباب يتمثّل في مشاركة السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما في الحملة، بسبب مهارتها الخطابية وشعبيتها التي تتجاوز أي سياسي في الولاياتالمتحدة (71 في المئة)، وتركيزها على الشؤون الاجتماعية والعائلية، لا السياسة الخارجية والاقتصاد. وعانقت ميشيل هيلاري الخميس، أمام أكثر من 11 ألف ناخب في كارولاينا الشمالية، معتبرة أنها «جاهزة لتولّي قيادة القوات المسلحة منذ اليوم الأول». وأضافت: «عندما تسمعون أشخاصاً يتحدثون عن مؤامرة عالمية ويقولون إن الانتخابات مزوّرة، افهموا أنهم يسعون إلى إبقائكم في منازلكم». وتابعت: «نريد رئيساً يمكننا أن نأتمنه على الشيفرات النووية، شخصاً يشكّل قوة توحيد في البلاد، ولا يرى في اختلافاتنا تهديداً، بل بركة». واستعانت حملة كلينتون أيضاً بالرئيس باراك أوباما، في إعلان جديد يعتبر فيه أن التصويت لهيلاري هو اقتراع لدعم إرثه و «كلّ التقدّم الذي حققناه خلال السنوات الثماني الماضية». كما يساعد كلينتون، نائب الرئيس جوزف بايدن، الذي أوردت صحيفة «بوليتيكو» أنه قد يتولى منصب وزير الخارجية في حال انتخابها رئيسة. وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ترامب منح حملته 10 ملايين دولار، بعدما قلّل مرشحه لمنصب نائب الرئيس، مايك بنس، من أهمية تقدّم حملة كلينتون مالياً على الجمهوريين، بفارق 85 مليون دولار، معتبراً أن الرسائل التي يوجّهها ترامب أكثر أهمية من «الدولارات والسنتات». وأضاف أنه يشعر ب «زخم حقيقي» لدى حملة الجمهوريين، وزاد: «رأيت هذا الأسبوع كل العناوين: السباق انتهى وانقضى. هذا ليس ما أراه». وسافر بنس إلى ولايتَي بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية أمس، بعد يوم على انزلاق طائرته على مدرج بعد هبوطها في مطار لاغوارديا في نيويورك، بسبب عاصفة. وفي موقف لافت، أشار بنس إلى «أدلة قوية» و «معلومات استخباراتية مهمة» تحمّل روسيا مسؤولية قرصنة رسائل إلكترونية لموظفين في حملة كلينتون. وأشار إلى أنه وترامب «سيتبعان الحقائق» إذا دخلا البيت الأبيض، وزاد: «ستكون هناك عواقب قوية جداً إذا تورطت دولة» بالأمر. تصريحات بنس تناقض تأكيد البليونير النيويوركي أن الولاياتالمتحدة تجهل من يقف وراء ذلك. في السياق ذاته، أظهر استطلاع رأي أعدّته وكالة «رويترز» ومركز «إبسوس» أن حوالى 55 في المئة من الأميركيين البالغين، بينهم 51 في المئة من الجمهوريين و65 في المئة من الديموقراطيين، يعتقدون بأن روسيا تحاول التدخل في الانتخابات.