ساد حملة انتخابات الرئاسة الأميركية تجريح شخصي وتشنّج وجدل عنصري. وحضّ المرشح الجمهوري دونالد ترامب الناخبين الذين صوّتوا لمنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، في الاقتراع المبكر، على التصويت مجدداً لمصلحته، فيما حض الرئيس باراك أوباما الأميركيين الأفارقة. وتبنّت حركة «كو كلوكس كلان» العنصرية ترشيح ترامب، معلنة عزمها حشد الناخبين في أوساط النازيين الجدد والبيض في الولاياتالمتحدة. تزامن ذلك مع مقتل عنصرَين من شرطة ولاية أيوا، في جريمة يُتهم بارتكابها سكوت مايكل غرين (46 سنة)، وهو أبيض حمل علماً كونفيديرالياً خلال تجمّع رياضي. وكشفت السلطات في غرينفيل بولاية ميسوري، إحراق كنيسة للأفارقة الأميركيين، كُتِبت على جدرانها عبارة «انتخبوا ترامب». وعكست هذه الاعتداءات تشنجاً ومناخاً عنصرياً مشحوناً يسبق التصويت الثلثاء المقبل. وصوّت حوالى 26 مليون ناخب في الاقتراع المبكر، والذي يشير إلى تقدّم كلينتون في ولايات كارولاينا الشمالية وفلوريدا ونيفادا، علماً أن الاستطلاعات العامة تظهر تعادل المرشحَين في فلوريدا، وتقدّم ترامب في كارولاينا الشمالية، فيما حافظت وزيرة الخارجية السابقة على تقدّمها في بنسلفانيا وفيرجينيا. وفي الأيام الأخيرة قبل التصويت، تنقّل المرشحان بين الولايات الحاسمة، لا سيّما أريزونا وفلوريدا، في محاولة أخيرة لحشد قاعدتيهما. واعتبرت كلينتون أن ترامب «قضى حياته ينتقد النساء ويحقّرهن ويهينهنّ ويتعدّى عليهنّ»، محذرة من مرشح «يهين أكثر من نصف الشعب» و»يفتقر إلى المواصفات اللازمة لكي يكون رئيساً». وخلال تجمّع انتخابي في فلوريدا، رفع متظاهر لافتة تنعت الرئيس السابق بيل كلينتون بأنه مغتصب. وغضبت هيلاري كلينتون من اتهام زوجها، قائلة: «سئمت من السلوكيات السلبية والمظلمة والتقسيمية والخطرة، من أشخاص يدعمون دونالد ترامب». واتهم روبرت موك، مدير حملة كلينتون، مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) بعدم الإنصاف، من خلال نشره تحقيقاً حول البريد الإلكتروني لكلينتون، وصمته في شأن مزاعم عن تعاملات محتملة لترامب، أو مساعدين له، مع روسيا. وبثّ موقع «ياهو» الإخباري تسجيل فيديو صُوِّر عام 1988، يُظهر تقارباً بين ترامب والشخصية البارزة في المافيا، روبرت ليبوتي. لكن «أف بي آي» نشر تحقيقاً قديماً أجراه في شأن مرسوم عفو أصدره بيل كلينتون في اليوم الأخير لولايته، عن البليونير مارك ريتش الذي لوحِق في قضايا تهرّب ضريبي وتعاملات تجارية مشبوهة واستغلال نفوذ. وسأل ناطق باسم هيلاري كلينتون: «هل سينشر أف بي آي مستندات في شأن التمييز العنصري الذي اتبعه ترامب في بيع منازل في سبعينات» القرن العشرين؟ وكان لافتاً أن أوباما نبّه إلى أن «تصويت الأميركيين الأفارقة ليس بالقوة التي يُفترض أن يكون فيها»، خلال الاقتراع المبكر. وتحدث عن «أسبوع لن يكون التراخي فيه ممكناً»، وزاد: «بعد مشاركة تاريخية (في انتخابات) عامَي 2008 و2012، خصوصاً من السود، سأعتبر الأمر بمثابة إهانة شخصية لي ولإرثي، إذا لم تحصل مثل هذه التعبئة في الانتخابات الحالية». وسأل ناخبين: «هل تريدون توديعي في شكل لائق؟ اذهبوا وصوّتوا». لكن ترامب سعى إلى جذب مؤيدي المرشحة الديموقراطية، إذ خاطب خلال تجمّع انتخابي في ولاية ويسكونسن «ناخبين ديموقراطيين أدلوا بأصواتهم لهيلاري كلينتون، ندموا ويريدون تغيير أصواتهم». وأضاف: «إذا كنتَ تعيش هنا أو في ميشيغان أو بنسلفانيا أو مينيسوتا، يمكنك تغيير صوتك لمصلحة دونالد ترامب». وتتيح ولايات، بينها التي ذكرها المرشح الجمهوري، للناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الاقتراع المبكر، تغيير أصواتهم، إما عبر الإدلاء بأصوات جديدة، أو الذهاب إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات الثلثاء المقبل.