أكد مصدر عسكري لوكالة "سانا" السورية أن "المركبات التي دمرتها الطائرات الحربية الأردنية اليوم الأربعاء لا تتبع للجيش السوري"، في وقت أعلن الجيش الأردني أن طائرات سلاح الجو الملكي "دمرت عدداً من الآليات، حاولت اجتياز الحدود السورية- الأردنية"، من دون إعطاء تفاصيل. وقال بيان مقتضب أصدرته القوات المسلحة الأردنية ظهر أمس إنه "في حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح الأربعاء، شوهد عدد من الآليات المموهة تحاول اجتياز الحدود السورية- الأردنية بطريقة غير مشروعة، وفي منطقة جغرافية صعبة المسالك". وأضاف "رغم التحذيرات المتكررة التي دأبت القيادة العامة للقوات المسلحة على التأكيد عليها، بأنها لن تسمح بأي خرق للحدود الأردنية السورية، فقد قام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بتوجيه رميات تحذيرية لهذه الآليات، إلا أنها لم تمتثل لذلك وواصلت سيرها، حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك المعروفة وتدميرها". ولم يقدم البيان العسكري أي تفاصيل إضافية. لكن مصدراً عسكرياً رفيع المستوى قال ل"الحياة" إن "طائرات سلاح الجو الملكي دمرت 4 مركبات من نوع Land cruiser أثناء محاولتها عبور الأردن قادمة من سورية، بعد أن رفض من فيها الامتثال لنداءات حرس الحدود الأردني". وأضاف أن "عملية القصف تمت داخل الحدود السورية، وأن بعض من كان داخل المركبات قفز منها قبل عملية التفجير، ولا يعرف العدد الحقيقي لمن قضوا إثر التدمير". وأوضح أن "المركبات المدمرة غالباً ما تستخدمها عصابات التهريب القادمة من سورية إلى الأردن"، لكن مصدر حكومي آخر لم يستبعد وقوف النظام السوري وراء هذه المركبات، أو أن يكون الهدف منها تنفيذ عمليات ما داخل الأرض الأردنية". وتواجه السلطات الأردنية تحدياً من خطر ما يعرف ب"الخلايا النائمة" السورية، التي تقول مصادر حكومية إنها تعمل بين اللاجئين السوريين في الأردن، لمصلحة النظام السوري. وأقر وزير بارز في الحكومة الأردنية خلال حديث إلى "الحياة"، بتنامي القلق الرسمي من الخطر المفترض لهذه الخلايا. وقال إن "الملف السوري بات يشكل هاجسا أمنيا كبيرا لدى مطبخ القرار في عمان، وإن هذا الملف هو العنوان الأول في الاجتماعات المتواصلة لمجلس الوزراء الأردني". وأضاف "نعم، هناك خوف من موضوع الخلايا، لكن أجهزتنا قوية وقادرة على ضبط الأوضاع ومواجهات أي أخطار محتملة.. رصدنا أشخاص متورطين وضبطنا العديد من المركبات المفخخة التي أرسلها النظام السوري (...)". لكن وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا)، نقلت على لسان مصدر عسكري سوري أنه "لم تتحرك أي آليات أو مدرعات تابعة للجيش العربي السوري باتجاه الحدود الأردنية، وبالتالي ما تم استهدافه من قبل سلاح الجو الأردني لا يتبع الجيش العربي السوري". وكان وزير الداخلية الأردني حسين المجالي، قال في تصريحات لافتة قبل أيام، إن "هناك حال من الفلتان على حدودنا مع سورية، لكن أجهزتنا الأمنية تبذل جهدها لمنع دخول الأسلحة والجماعات الخطرة إلى أراضينا". وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني في وقت سابق ل"الحياة" إن "الأجهزة الأمنية لن تسمح بأن يكون هناك تجاوز على الأمن داخل الأردن". ونقل التلفزيون السوري في شريط اخباري عاجل عن مصدر عسكري قوله: "لم تتحرك اي آليات او مدرعات تابعة للجيش العربي السوري باتجاه الحدود الاردنية، وبالتالي ما تم استهدافه من سلاح الجو الاردني من آليات لا يتبع للجيش العربي السوري". وكانت السلطات الاردنية أعلنت في وقت سابق ان طائرات سلاح الجو الملكي الاردني دمرت عدداً من الآليات حاولت اجتياز الحدود من سورية الى الاردن.