دخلت الحملة الرئاسية الأميركية الأكثر شراسة منذ عقود بين المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب الأسبوع الأخير في انتظار يوم التصويت الثلثاء المقبل. وأجمعت المؤشرات على منافسة حامية خلال الأيام الأخيرة، وتصويت ذهبي لولايات الساحل الشرقي، خصوصاً بنسلفانيا وكارولينا الشمالية وفلوريدا، من أجل حسم الكلية انتخابية المحددة ب270 ناخباً كبيراً، وبالتالي اسم الرئيس ال 45 للولايات المتحدة. وبعد أيام على إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية (أف بي آي) جيمس كومي إلى الكونغرس فتح تحقيق في رسائل إلكترونية تخص همى عبدين، مساعدة هيلاري كلينتون، والتي أعادت الجدل في شأن استخدام المرشحة الديموقراطية بريدها الخاص لبعث رسائل رسمية خلال توليها منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013، ما زالت حملة هيلاري تحاول احتواء مضاعفات هذه الصدمة عبر مهاجمة كومي، وحشد القاعدة الليبرالية للديموقراطيين. وساند وزراء عدل سابقون جمهوريون وديموقراطيون بينهم أريك هولدر وألبرتو غونزاليس المرشحة الديموقراطية عبر انتقاد كومي، واعتبارهم أنه «أخطأ وكسر البروتوكول بإبلاغه الكونغرس عن تحقيق لم تكتمل معلوماته وقد يؤثر في عملية التصويت». وأفاد استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» ومحطة «أي بي سي» الإخبارية بأن «ثلث الناخبين مهتمون بقضية البريد الإلكتروني لكلينتون، لكن ثلثي هذه الشريحة لم تكن تعتزم التصويت لها». وأشارت استطلاعات أخرى ل «أي بي سي» وموقع «مورنينغ كونسالت» إلى تقدم كلينتون بهامش أضيق على ترامب بعد رسالة كومي، وبفارق لا يتجاوز 3 نقاط على المستوى الوطني. ويعتمد المرشحان في الأسبوع الأخير استراتيجية العودة إلى القواعد الأساسية للسباق، والتنقل بين الولايات الحاسمة (الذهبية). وبدت حملة كلينتون أكثر ثقة بحظوظ المرشحة، إذ أكد مديرها روبي موك أن التصويت المبكر في ولاية نيفادا الغربية قد يحسم النتيجة لمصلحتها قبل الانتخابات. وعكست نتائج كارولينا الشمالية تقدماً للديموقراطيين في التصويت المبكر، وبفارق 14 نقطة (54 في مقابل)، علماً أن أكثر من 20 مليون ناخب اقترعوا في 37 ولاية حتى الآن، لكن الغالبية ستقترع الثلثاء المقبل. وفي استطلاع للمعهد العربي - الأميركي، أكد 91 في المئة من المستفتين العرب الأميركيين بأنهم سيشاركون في التصويت الذي سيكون مؤثراً جداً في ولايات بالغة الأهمية مثل ميشيغين وأوهايو. وأفاد الاستطلاع بأن 60 في المئة من العرب الأميركيين سيختارون كلينتون، في مقابل 26 في المئة لترامب. وعلى غرار باقي الأميركيين، تصدر الشأن الاقتصادي هموم الناخب العربي الأميركي، وبعده ملف اقتناء الأسلحة، في حين تراجعت ملفات الإرهاب وسورية وعملية السلام في الشرق الأوسط. وفي الأسبوع الأخير، تراهن كلينتون على تحالفها الواسع الذي بنته طوال عام ونصف عام والذي يضم مؤيدين من الأقليات والنساء والشباب، فيما يعوّل ترامب على الناخب الذكوري الأبيض والطبقة العاملة المتراجعة اقتصادياً في ولايات الوسط، مثل أوهايو وويسكونسن.