أظهرت دراسة علمية أعدها فريق دولي من الباحثين باشراف «وكالة الفضاء الفرنسية» وجامعة ايكس-مرسيليا، أن الجرم «بروكسيما بي» الذي أثار اكتشافه ضجة قبل أشهر كونه الأقرب إلى كوكب الأرض من جهة التكوين، احتمالية أن يكون مناسباً إلى الحياة، ويضم على سطحه محيطاً مائياً. وأفادت دراسة التي ستنشر تفاصيلها لاحقاً في مجلة «ذي استروفيزيكال جورنال ليتيرز»، أن الكوكب الذي اكُتشف في شهر آب (أغسطس) الماضي، يحوي كمية قليلة من المياه أو على محيط كبير. ويقع «بروكسيما بي» على بعد 4.2 سنة ضوئية من الأرض، وتعد هذه المسافة التي تبدو هائلة في المقاييس البشرية، إذ تبلغ السنة الضوئية الواحدة حوالى 10 آلاف بليون كيلومتر، إلا أنها مسافة ضئيلة في مقاييس الكون الذي يمتد ببلايين السنين الضوئية. ويقع الكوكب في مسافة متوسطة عن شمسه تجعل الحرارة معتدلة على سطحه، بحيث لا يلتهب ولا يتجمد، بل يكون مناسباً لوجود المياه السائلة، الأمر الذي أثار آمال العلماء بإمكان البشرية يوماً ما من إرسال مسبار، ولكن أموراً عدة حوله ما زالت مجهولة للعلماء، منها حجمه. وطرح العلماء فرضيتين، الأولى أن يكون صغيراً، علماً أنهم قدروا الحد الأدنى لقطره بخمسة آلاف و990 كيلومتراً، وفي هذه الحالة سيكون ذا كثافة كبيرة. وسيكون لديه نواة ضخمة من المعادن تشكل ثلثيه، والباقي من الصخور وربما بعض الماء. وفي هذه الحالة من الممكن أن المياه موجودة على سطحه، على غرار كوكب الأرض الذي لا تزيد كتلة المياه فيه عن 0.05 في المئة من إجمالي كتلته، بحسب ما جاء في بيان اصدرته الوكالة وإذا ما صح ذلك، سيكون الكوكب أشبه بكوكب عطارد، اقرب كواكب مجموعتنا الشمسية إلى الشمس. والفرضية الثانية أن يكون الكوكب كبيراً، علماً أن العلماء يقدرون الحد الاقصى لقطره بثمانية آلاف و920 كيلومترا، وفي هذه الحالة سيكون نصفه من الصخور والنصف الثاني من الميا، ويمكن أن تشكل كل هذه الكمية من المياه محيطاً ضخماً عمقه 200 كيلومتر يغطي كل سطح الكوكب. وأضاف البيان «في كلا الحالين، سيكون للكوكب غلاف جوي مثل الأرض يجعله مناسباً للحياة».