كشف علماء فلك عن وجود كوكب يشبه الأرض، ربما يكون صالحا للحياة، يدور حول نجم قريب من مجموعتنا الشمسية. ويقول العلماء إن أبحاثهم على النجم القريب «بروكسيما سنتوري» أظهرت وجود كوكب بحجم الأرض يدور حوله. والأكثر من ذلك، أن هذا الكوكب الصخري يتحرك في المنطقة التي تجعل من الممكن وجود ماء سائل على سطحه. ويبعد النجم «بروكسيما» تريليون كيلومتر عن الأرض، ويستغرق الوصول إليه بمركبات الفضاء الحالية والتكنولوجيا المتاحة الآن آلاف السنين. وعلى الرغم من هذا فإن مجرد اكتشاف كوكب يمكن الحياة عليه في كون مجاور يساعد على إطلاق العنان للخيال. وقال غولم أنغلادا- اسكودي الذي ذكر فريق «بيل ريد دوت» وجود العالم الجديد في دورية نيتشر العلمية: «بالتأكيد الذهاب إلى هناك حاليا درب من الخيال العلمي، ولكن الناس يفكرون في هذا ولم يعد تخيل إمكانية إرسال مسبار إلى هناك يوما ما مجرد تدريب أكاديمية». وقال الملياردير يوري ميلنر ممول مشروعات فضائية، في وقت سابق من هذا العام، إنه استثمر 100 مليون دولار في دراسات لتطوير مركبة فضائية صغيرة يمكن دفعها عبر المجرة بواسطة أشعة الليزر. ويمكن لهذه المركبة السفر بسرعة تصل الى 20 بالمئة من سرعة الضوء، وبالتالي تقصير مدة الرحلة إلى نجم مثل بروكسيما سنتوري إلى مئات بدلا من آلاف السنين. وعلى المرء أن يتساءل عن طبيعة «الحياة» على هذا الكوكب الخاص في الحقيقة، وأنها محض تكهنات في الوقت الحاضر. واعترف الباحث في جامعة «كوين ماري» في لندن ومجموعته على أنهم مازال أمامهم الكثير من العمل للحصول على المزيد من المعلومات. وأطلق العملاء على الكوكب الجديد «بروكسيما بي» وكان تحديده وتصنيفه تحديا كبيرا. وكان يمكن فعل هذا من خلال استخدام أداة فائقة الدقة تسمى هاربس HARPS. وهي آلة تحليل طيفي معلقة في تلسكوب 3.6 ملليمتر في شيلي، بأمريكا الجنوبية، تكتشف الطيف المتذبذب جدا الذي يحدث في نجم عندما يحيط به كوكب يتجه نحوه بجاذبيته. وتشير بيانات الكوكب الجديد «بروكسيما بي» أن الحد الأدني من كتلته يبلغ 1.3 مرة من كتلة الأرض، وتدور مداراته على مسافة 7.5 مليون كيلومتر من النجم، ويستغرق 11.2 يوم لإكمال دورة واحدة. وتعد المسافة بين الكوكب الجديد والنجم الذي يدور حوله أقل بكثير من المسافة بين الأرض والشمس وتبلغ 149 مليون كيلومتر. لكن بروكسيما سنتوري من نوعية النجوم التي يطلق عليها «نجم قزم أحمر». وهو أقل كثيرا في الحجم والتوهج مقارنة بالشمس، وهو ما جعل الكوكب الجديد يتمتع بنفس الظروف الموجودة على الأرض على الرغم من قربه من النجم. ويشرح البروفيسور أنغلادا- اسكودي أن «هذا الكوكب يوجد على مسافة تبلغ 5 بالمئة فقط من المسافة بين الأرض والشمس لكنه أقل توهجا من الشمس بحوالي 1000 مرة، لذلك فإن كمية الطاقة التي تتدفق نحو الكوكب الجديد أقل 70 بالمئة من تلك التي تصل إلى الأرض». وإذا كانت درجات الحرارة على الكوكب بروكسيما بي مواتية لوجود الحياة فإن هذا سيعتمد على وجود الغلاف الجوي. فوجود غلاف من غازات حرارية سيعمل على تدفئة سطح الكوكب وتوفير ما يكفي من الضغط للحفاظ على المياه في حالة سائلة، وهي ضرورية للحياة. ولكن حتى مع محدودية المعلومات لدينا حاليا، العلماء متحمسون من هذه الأنباء.