انتابت المخاوف طلبة سعوديين مبتعثيين للدراسة في خمس ولايات أميركية، مع اقتراب إعصار «ماثيو» من الساحل الغربي للولايات المتحدة. ولم تقتصر المخاوف على المبتعثين، إذ طاولت ذويهم ومعارفهم في السعودية، والذين ابتهلوا إلى الله بأن يحفظهم. وفي المقابل، نشر مبتعثون صور «سيلفي» على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر في خلفية الصورة بداية تكون الأمواج الكبيرة التي تستبق الإعصار. دعت «الملحقية الثقافية السعودية» في الولاياتالمتحدة الأميركية، جميع المبتعثين السعوديين والدارسين في ولايات: فلوردا، وكارولاينا الجنوبية، وكارولاينا الشمالية، وجورجيا، إلى توخي الحيطة والحذر، واتباع تعليمات السلامة التي تصدر من السلطات المحلية في الولايات، نظرا لاقتراب إعصار «ماثيو» من هذه الولايات، وما يصاحبه من أمطار وفيضانات، بحسب الأرصاد الجوية. وأهاب الملحق في أميركا الدكتور محمد عبد الله العيسى، عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة في الملحقية، بالطلاب في الولايات التابعة لقنصلية هيوستن إلى التواصل مع القنصلية. وتداولت مواقع التواصل الإجتماعي الكثير من الصور الخاصة بالإعصار من المبتعثين السعوديين، وطالبوا الجميع بالدعاء لهم، ومنهم من التقط «سيلفي» مع بداية تكون الأمواج الكبيرة. وتحولت العاصفة الاستوائية ماثيو إلى إعصار من الفئة الخامسة، وفقًا للمركز القومي الأميركي للأعاصير. وأوضح المركز، أن الإعصار ويقع مركزه قبالة سواحل كولومبيا هو الأقوى الذي يضرب المحيط الأطلسي منذ الإعصار "فيلكس" في العام 2007، مشيرا إلى أن الإعصار تصاحبه رياح تصل سرعتها إلى 260 كيلومترا في الساعة. وأسفر الإعصار ماثيو عن تسعة قتلى على الأقل، هم خمسة في هايتي وأربعة في جمهورية الدومينيكان، كما أفادت حصيلة من المتوقع أن ترتفع،. ولم يكن في استطاعة السلطات الهايتية تقدير حجم الأضرار، فيما قطع النصف الجنوبي لهايتي الذي أصيب بأضرار بالغة، عن بقية أنحاء البلاد، بعد انهيار جسر الثلثاء الماضي، ومن المتوقع أن يتمكن الناس من الوصول إلى أكثر المناطق تضررا قبل السبت أو الأحد. ووصفت الأممالمتحدة ماثيو بأنه أسوأ أزمة إنسانية تشهدها هايتي منذ الزلزال المدمر الذي وقع في العام 2010. وتوقع المعهد الكوبي للأرصاد الجوية (إينسمت) أمطارا غزيرة ورياحا عنيفة وموجات مد وجزر متكررة، مقرونة باحتمال حصول فيضانات. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الولاياتالمتحدة تعد مساعدة للبلدان المتضررة، وخصوصا هايتي وجامايكا، اللتين قدمت لهما حتى الآن مساعدات طارئة بلغت 400 ألف دولار.