ستظل الاستفتاءات شغل الجماهير الشاغل سواء أكان لها أهمية أم لم يلتفت لها أحد، سواء اقتنعت بها الجماهير أم نظرت إلى نتائجها على أنها «خزعبلات». وإذا كان البعض ينظر إلى «الوطيس الحامية» بين الهلال والنصر أو الصراع بين الأهلي والاتحاد فإن هناك مؤشراً آخر أكثر أهمية ربما لم يلتفت له أحد أو يناقشه وهو ظهور الشباب في المركز الخامس. ربما يقلل البعض من هذه النتيجة لكن القراءة المتأنية للأرقام والنتائج تمنح الكثير من المؤشرات على الجماهيرية المتصاعدة لشيخ الأندية. قبل عامين قلت لرئيس الشباب خالد البلطان: «أين تضع نفسك في صراع الجماهيرية»، فرد بسرعة: «النادي الأسرع نمواً». وقتها كان الرئيس الشبابي يتحدث عن عمل متأنٍ ومدروس للنمو الجماهيري لناديه، وكان يبدو واثقاً مما يقول، وأخيراً في دراسة أيبسوس التي قامت بها شركة دايهاتسون حل الشباب في المركز الخامس في 5 مدن من أصل 10، بينما حل سادساً وسابعاً في مدن مثل الدمام وبريدة ومكة المكرمة وهي المدن التي تحتضن فرقاً بارزة في منطقتها. وأرقام مثل تلك لا يمكن تجاهلها. في الشباب رؤية استراتيجية يقودها الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ولم تكن وليدة اللحظة أو السنوات الأخيرة، بل كانت رؤية ثابتة وواضحة منذ عشرات السنين قادت الفريق إلى بلوغ العصر الذهبي، والذي استمر بمواصلة الفريق مقارعة «الكبار» حتى أصبح الرقم الصعب والضلع الثابت في معظم البطولات. أجد أنه من الطبيعي أن تتصاعد جماهيرية الشباب، فهو الفريق الذي كان نجومه فؤاد أنور وسعيد العويران وفهد المهلل أضلاعاً ثابتة في إنجازات المنتخب السعودي في السنوات الماضية، فيما لاعبوه الحاليون وليد عبدالله وعطيف أخوان وناصر الشمراني يتبوؤون مواقعهم في عالم «النجومية» هم وزملاؤهم الشهيل ومعاذ والقاضي الذين أصبحوا عناصر ثابتة في قائمة المنتخب السعودي الأول. الخطط طويلة المدى التي رسمها الرئيس الفخري لنادي الشباب نجحت في صناعة فريق بطل أضحى شجرة فرعها في السماء... ولا شك أن عشاق «الليث» ومحبيه سيواصلون قطف ثمار هذا الغرس. [email protected]