حذر مؤتمر «الطب الوراثي ال12» من انتشار الأمراض الوراثية، داعياً إلى وقفة اجتماعية أسرية جادة ل«فحص الزواج»، كما طالب بتوفير الفحوص الجينية في مناطق المملكة، وذلك لتوفرها في منطقة الرياض فقط، وحذر «أطباء الوراثة» من وجود أمراض وراثية في مناطق أخرى في المملكة لا يجرى لها فحص. وناقش «المؤتمر» الذي نظمته الجمعية السعودية للطب الوراثي في مستشفى الملك فهد في الباحة أخيراً، وسط حضور طبي كبير، أوراق العمل الطبية التي تسهم في رفع مستوى الوعي الصحي الوراثي لدى المجتمع وتشجيع التعاون والإسهام في حركة التقدم العلمي والمهني في مجالات الطب الوراثي. ودعا رئيس الجمعية استشاري طب الأطفال والطب الوراثي الدكتور زهير رهبيني، إلى توعية الأسرة بخطورة الأمراض الوراثية، محذراً من انتشار الأمراض الوراثية في المملكة في ظل التهاون في الإجراءات الوقائية من المجتمع، بالذات بعد الفحوص الزوجية «غير المتوافقة»، مناشداً الأسر وأطراف العلاقة الأسرية إيقاف الزواج في حال كونه «غير متوافق». وأشار إلى أن إحدى توصيات المؤتمر دعت للتركيز على فحوص ما قبل الزواج، وإضافة فحوص أخرى، إذ إن الفحص الطبي قبل الزواج منذ أن أقرته الحكومة في 1425ه بشكل إلزامي (مع عدم الالتزام والتدخل في قرار الأسرة عند ظهور النتائج بشكل غير متوقع)، لا يزال يشمل مرضين رئيسين من أمراض الدم الوراثية، وهما فقر الدم المنجلي (الأنيميا المنجلية) وفقر دم البحر المتوسط (الثلاسيميا)، لانتشارهما في السعودية، مشيراً إلى أنه بالإمكان إضافة فحوص أخرى بالتدريج. وجدد رهبيني دعوته إلى إصدار «قرار» للالتزام بنتائج الفحص وإيقاف الزواج الذي تكون نتيجته غير متوافقة، حتى وإن اصطدم بتقاليد المجتمع وثقافته (منع زواج الأقارب غير المتوافق طبياً)، داعياً في السياق ذاته إلى وقفة اجتماعية أسرية جادة نحو الإيمان بنتائج الفحص الطبي قبل الزواج. واعتبر أن عدم توافق نتيجة الفحص الطبي قبل الزواج هو مؤشر طبي لأن يكون سبباً في إنجاب أطفال حاملين ومصابين بأمراض الدم الوراثية، مؤكداً أن تعنت الشبان والفتيات بالعادات والتقاليد الاجتماعية في مثل هذا الموضوع وعدم الالتزام بالنتائج جعلهم حجر عثرة في سبيل تطور طب الوراثة، وكذلك ازدياد الأمراض الوراثية. كما طالبت توصيات المؤتمر، بتوفير الفحوص الجينية في المناطق المختلفة في المملكة، وذلك لعدم وجودها إلا في الرياض غالباً، إذ حذر الأطباء من وجود أمراض وراثية أخرى في مناطق في المملكة لا يجرى لها فحص، ومنها أمراض الحموضة في الدم، وبعض أمراض ارتفاع الأمونيا الوراثي، وبعض الأمراض الأحماض الأمينية، وأمراض التمثيل الغذائي للمواد الذهنية، وأمراض تخزين الجلايكوجين، وأمراض ارتفاع حمض اللاكتيك، كما أن كثيراً من المتلازمات الناتجة عن الطفرات الوراثية أصبح لها نمط جغرافي معروف في المملكة، وستكون هذه التوصية وغيرها من أهم التوصيات التي ستوضع على طاولة وزارة الصحة، على أمل إدراج هذه الفحوص للأمراض للحد من الأمراض الوراثية والإعاقات المنتشرة.