يبدو أن المعاناة التي يتكبدها الناس يومياً في مجمع كدي في مكةالمكرمة من أجل الحصول على جالون من مياه زمزم كتب لها الانجلاء من خلال افتتاح أكبر محطة لإنتاج وتعبئة وتوزيع مياه زمزم (المشروع الذي سيقضي نهائياً على احتكار صنابير مياه زمزم وتجيرها لمصلحة فئة من العمالة الوافدة والباعة الجائلين). وبحسب مصدر تحدث إلى «الحياة» أن المحطة الجديدة تعتبر من أحدث ما توصلت إليه علوم التكنولوجيا الحديثة في تنقية وتعبئة المياه، إذ تعمل على استقبال وتجهيز وتعبئة وتوزيع مياه زمزم بأحدث طرق التقنية العالمية وبطريقة آلية لا يتدخل فيها العنصر البشري وستنتج المحطة التي تم استيرادها من ألمانيا جوالين بلاستيكية سعة 10 لترات يستعمل مرة واحدة فقط على أن تتلف الجوالين القديمة داخل المحطة حال حضور صاحب الطلب لتعبئة جالون آخر جديد. وتابع: «المحطة مقامة بكامل معداتها على مساحة كبيرة من الأرض خلف المقر الحالي لتعبئة ماء زمزم في «كدي» الذي سيخرج من الخدمة عقب حفلة تدشين المحطة الجديدة المتوقع لها الأربعاء المقبل من شهر رمضان الجاري. وستزود المحطة الحرم النبوي الشريف بالعبوات ليتم الاستغناء عن ناقلات المياه التي تذهب يومياً من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة محملة بماء زمزم، فيما سيتم العمل في المحطة على مدار الساعة لإنتاج عبوات ماء زمزم بدلا من النظام السابق الذي كان يحدد ساعات عمل لتوزيع المياه». وفي سياق متصل، أوضح وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام المساعد للخدمات الدكتور يوسف الوابل أن دور الرئاسة يقتصر على تزويد المحطة الجديدة بمياه زمزم، مشيراً إلى أن وزارة المياه والكهرباء ستشرف على إدارة المحطة وتشغيلها ممثلة في شركة المياه الوطنية التي ستدير خلال الأشهر القليلة القادمة مرافق المياه والصرف الصحي في مكةالمكرمة في إطار برنامج الخصخصة. وطمأن وكيل شؤون المسجد الحرام من عدم وجود عجز في مياه زمزم، إذ يتم تزويد جميع نقاط التوزيع في مكةالمكرمة بالمياه إضافة إلى تزويد المسجد النبوي بالصهاريج يومياً، إلى جانب وجود تنظيم يتعلق بتنفيذ مشروع آلي لتعبئة مياه زمزم من جانب وزارة المياه لتمكين الرئاسة من توفير هذه المياه بشكل آمن. ولفت وكيل شؤون المسجد الحرام إلى توفير «زمزم» داخل الحرم المكي على مدار الساعة من خلال تنفيذ 110 نوافير رخامية للشرب موزعة على أربعة مواقع في صحن المطاف، كما جرى تنفيذ مشارب رخامية لماء زمزم بعدد 50 مشرباً على الحاجز الرخامي المطل على صحن المطاف، ودعم القبو والأدوار الثلاثة الأخرى بأكثر من 340 مشرباً.