الرجل المسلح والملتحي الذي كان واقفاً بذهول على مدخل الجسر الثاني في منطقة البسطا التحتا في قلب بيروت، أقفل الجسر بسيارته من نوع نيسان كحلية اللون. إنه أحد عناصر «حزب الله» الذين هالهم مقتل مسؤولهم محمد فواز على يد عناصر من «جمعية المشاريع الاسلامية» («الأحباش»)، ومن الذين قالت الصحف نقلاً عن مسؤوليهم انهم وفور سماعهم خبر مقتله أقفلوا هواتفهم وقطعوا اتصالهم بقيادتهم تفادياً لتعرضهم لضغوط تمنعهم من الانتقام. كانت الساعة حينها الثامنة والنصف تقريباً، أي بعد نحو ساعتين على بدء الاشتباك. الطريق من بشارة الخوري الى منطقة البسطا التحتا، مروراً بمحطة الضناوي ووصولاً الى منطقة الملا، كانت خالية من أي وجود للجيش اللبناني. ثم ان هذا الطريق يُشكل علامة انتشار لكلا الجماعتين المشتبكتين، أي «حزب الله» و «الأحباش»، فالحزب وأثناء قيامه بحملته في 7 أيار (مايو) عام 2008 والتي أمسك فيها أمنياً واجتماعياً بالأحياء البيروتية المختلطة السكن، أبقى لحلفائه «الأحباش» متنفساً في مساجدهم ومصلياتهم وجمعياتهم، في حين انكفأ خصومه من الطائفة السنّية الى أحياء ومناطق أخرى من العاصمة والى خارجها. أما الوجود الأهلي فتحول بفعل نفوذ الحزب الى نوع من الاقامة السلبية التي يشوبها قدر من الضعف والعسف الذي لم يخفه السكان على مدى أكثر من سنتين على واقعة 7 أيار «المجيدة». لم يكن مرد ذهول عنصر «حزب الله» الواقف على جسر البسطا التحتا ان مسؤوله قتل ب «نيران صديقة» على ما وصفت الحادثة صحيفة قريبة من «حزب الله»، بل من المرجح ان يكون مصدر الذهول هو مقتله بنيران «الاحباش» الذين، إضافة الى «صداقتهم» المريبة وغير العميقة، لطالما كانوا أضعف من ان يقدموا على خطوة من هذا النوع، اذ انهم «أهل ضعف» في جماعة وطائفة سبق ان أنجز الحزب مهمة إخضاع أحيائها ومناطقها. الذهول على وجه الرجل المسلح ارتسم كعلامة سؤال كبير، فما الذي جرى وأتاح لل «أحباش» قدرة على قتل مسؤول الحزب ومرافقه؟ و «الأحباش» في لحظة من هذا النوع يكفون عن كونهم جزءاً من خريطة سياسية وأمنية، يعتقد اللبنانيون ان للحزب اليد الطولى فيها، ويعودون الى لحظة انقسام أول، فتستنفر من حولهم همم أهلية تُستحضر فيها ظلامات وتستيقظ رغبات. ففي الحروب الأهلية لا انتصار يدوم، ولا هزيمة أيضاً. لكن «الأحباش» ليسوا على الاطلاق جزءاً من «البيئة المظلومة» في العاصمة. لا يشعر ابناء تلك البيئة بأن ما كابدوه في 7 أيار وبعده، قد شاركتهم فيه جماعة الاحباش، على رغم ان الأخيرة تجنبت الانخراط بتلك الحملة الى جانب حلفائها. وبما ان «7 أيار» حدث مؤسس في الوعي البيروتي، فإن «حياد» الاحباش فيه أبقاهم على هامش المتن البيروتي، لكنه لم يُضاعف عزلتهم... الى ان أقدم حراس مسجدهم في برج أبو حيدر على قتل مسؤول «حزب الله» ومرافقه. ففي هذه اللحظة، وفي مقابل ذهول عناصر الحزب السلبي، أصاب كثيرين من شبان العاصمة ذهول موازٍ، لكنه حمل تساؤلات من نوع آخر، اذ مثل ما أقدم عليه «الاحباش» لكثيرين من شبان الأحياء السنية أسلوباً في مواجهة نفوذ الحزب. لكن بين التاريخين، أي «7 أيار 2008» و «24 آب (اغسطس) 2010» جرت مياه كثيرة في الأحياء البيروتية السنية منها، والمختلطة (السنية - الشيعية)، وقبل ذلك كانت جماعة الاحباش تكابد حصاراً أهلياً مريراً جراء الاشتباه بمسؤولين فيها هما الشقيقان محمود وأحمد عبدالعال، في ملف اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. فحملة «7 أيار» العسكرية والأمنية لم تتول مهمة القضاء على نفوذ «تيار المستقبل» في أحياء السنة في بيروت فقط، اذ ان هذه المهمة أنجزت في اليومين الأولين من الحملة، انما أيضاً، وهذا ما لم يُدركه «حزب الله» على ما يبدو، تولت أيضاً مهمة فتح هذه الأحياء على ما لا يحصى من طموحات الاستثمار الأمني والاجتماعي والسياسي، والتي لم يُكلف «حزب الله» بادارتها وضبطها، بل على العكس من ذلك، فقد أُريد لهذه الاستثمارات ان تكون جزءاً من مشهد يعكر صفو ضبط الحزب للمناطق التي أخضعها في ذلك التاريخ. فالقول إن «حزب الله» يسيطر على أحياء العاصمة يبقى غير دقيق اذا ما تم قياسه بمعايير طائفية مختلفة، ومشاعر مجتمع الأحباش الضيق في البيئة البيروتية لم تنسجم يوماً مع أهواء قيادته في الخضوع للمنظومة السياسية والأمنية التي أرساها الحزب، ناهيك بأن مجموعات كثيرة راحت تتشكل في الأحياء البيروتية، في أعقاب انسحاب «تيار المستقبل» منها، على هوامش الوضع الجديد لكنها لا تكن وداً فعلياً ل «حزب الله». فقد أعيد احياء حركة «المرابطون» مثلاً، ويتولى اليوم مهمة بعثها في الأحياء البيروتية العميد مصطفى حمدان (ابن شقيقة مؤسس المرابطون ابراهيم قليلات) الذي أفرج عنه بعد 4 سنوات أمضاها في السجن بعد ان اشتُبه به ايضاً في ملف اغتيال الحريري. وهذا الضابط الذي من المفترض ان يكون قريباً من «حزب الله»، لم ينجح كما يبدو في بث مشاعر دفء حيال الحزب في جماعته. ويؤكد سكان في منطقة الطريق الجديدة ان مناصرين ل «المرابطون» شاركوا «الأحباش» استنفارهم في منطقة ساحة أبو شاكر ليلة اشتباك برج أبو حيدر. وقال مسؤول في «المرابطون» التقته «الحياة» في الطريق الجديدة: «بدأ الشباب بالاتصال بنا في تلك الليلة، وكثيرون قالوا انهم لن يبقوا على الحياد اذا تطور الاشتباك». ويبدو ان هناك تداخلاً كبيراً بين بيئتي «المرابطون» و «الأحباش» في المناطق البيروتية، اذ ان عائلات كثيرة كانت ارتبطت ب «المرابطون» نقلت ولاءها الى «الاحباش» بعد ان تفككت الأولى. واليوم يسعى حمدان الى استعادتها وفق صيغ غير تصادمية مع «الأحباش». ويقول مسؤول سابق في «المرابطون» ان «القيادة الحالية للجماعة تضم 13 عضواً بينهم 5 أشخاص من الاحباش أو كانوا مرتبطين بهم». والمدقق في أحوال الأحياء الشعبية البيروتية، وفي أحوال سكانها، يشعر بأن ولادة ما يتعسر حصولها. فعوامل كثيرة أدت الى ضعف «تيار المستقبل» في هذه الأحياء، أو ضعف حضوره على الأقل، فيما يتخبط المتنطحون للوراثة بأنواع من العجز والقصور تحد من فرص نجاحهم في مهمة الوراثة. فهؤلاء في معظمهم عاجزون عن مخاطبة ضائقة السنّة بفعل مواقعهم السياسية البعيدة من «مزاج الطائفة»، وفي الوقت ذاته أتاحت لهم ظروف ما بعد «7 أيار» الحضور والعمل، فتحولوا بفعل ذلك الى جماعات من جهة متصلة بالشارع بفعل حاجته الى حمايتها، ومن جهة أخرى عديمة القدرة على استثمار نفوذها في أكثر من تشكيل مجموعات بمواصفات أمنية تقتصر قدراتها على الاشتباك. وبدل ان تستثمر هذه الجماعات قدرتها على تصريف النفوذ في أحيائها، بدا ان الأحياء استثمرت فيها بأن جعلتها في الكثير من الأحيان غطاء لما تكنه من مشاعر. ومن غير الشائع في لبنان الحديث عن دهاء المجتمعات وقدرتها على توظيف طاقات من خارج منظومة مشاعرها، من دون ان تعطي مقابلاً أو ان تستكين لأصحابها. ففي منزله في الطريق الجديدة يستقبل عضو قيادة «المرابطون» أصحاب الحاجات من أبناء المنطقة ويسعى ل «مساعدتهم» بدءاً بصاحب دراجة نارية صادرتها القوى الأمنية، وصولاً الى رجل اتهم ابنه بالعمالة لاسرائيل وأوقف في سجن روميه. وهو ينفي ان تكون عناصر من جماعته شاركت في اشتباك ليلة الثلثاء مع عناصر الحزب في برج ابي حيدر. لكن غياب «تيار المستقبل» عن المشهد الأهلي والاجتماعي في الاحياء الشعبية البيروتية، لم يحل دون بقائه في مستويات أخرى من المشهد في تلك المناطق، ف «المستقبل» هو عنوان المواجهة السياسية الجارية التي تستبطنها مشاعر السكان هناك، وابتعاده عنهم لم يحل دون استمراره علامة في وجدانهم. ربما كان «الاحباش» الجماعة الأكثر تماسكاً بين عُصب الهامش البيروتي، وهم وعلى رغم خصومتهم مع الموقع التقليدي للمؤسستين الدينية والسياسة للطائفة السنية في بيروت، تمكنوا من مد نفوذ لهم في العاصمة عبر عائلات وجماعات بيروتية في مختلف مناطق العاصمة مستعينين في تمددهم بعلاقات متينة ربطتهم بالاجهزة الامنية اللبنانية والسورية. هم على سبيل المثال لا الحصر، أحكموا سيطرتهم على ثلاثة مساجد رئيسة في العاصمة، كانت جزءاً من مساجد دار الفتوى، ولم تتمكن الأخيرة من استعادتها في ذروة تداعي وضع «الأحباش» بعد عام 2005، وهي مسجد برج ابي حيدر ومسجد البسطا الفوقا ومسجد زقاق البلاط؛ علماً ان المساجد الثلاثة هي جزء من شبكة المساجد والمصليات التي يعتمد عليها «الأحباش» في مد نفوذهم وفي انتشارهم في أحياء بيروت، وشبكة المساجد والمصليات هذه كانت خريطة انتشارهم ليلة الثلثاء التي شهدت اشتباكهم مع «حزب الله». في تلك الليلة لم يظهر «الاحباش» بصفتهم جماعة ثانوية في المجتمع البيروتي على نحو ما رسخ في أذهان اللبنانيين، اذ ان أخبار الاشتباك مع الحزب راحت تحمل جديداً في كل ساعة، فقد انتقل تبادل الرصاص من برج ابي حيدر الى منطقة النويري ومنها الى رأس النبع، ثم منطقة البربير. وشهدت مناطق أخرى استنفارات مسلحة، لا سيما مناطق ساحة أبو شاكر والملا، وبعض مناطق رأس بيروت. أوحى ذلك بأن «حزب الله» حيال قوة كبيرة لجماعة لم يسبق ان أبدت هذا القدر من القوة. لكن هذا الاعتقاد الشائع والذي اصطدم بحقيقة قدرة الاحباش المفاجئة، هو جزء من وهم تشكل بعد «7 أيار»، فانكفاء المستقبل السريع في ذلك الوقت دفع الى الاعتقاد بان حزب الله قوة عصية على المواجهة، في حين كان اللبنانيون قد خبروا في سنوات الفوضى التي كابدوها ان الحروب في الشوارع لا تتطلب من خائضيها أكثر مما بحوزة الاحباش من طاقات، أي مسجد ومجموعات صغيرة منتشرة في محيطه وغطاء سياسي وأمني، ومشاعر طائفية حاضنة، وكل هذا كان مؤمن للجماعة، لا سيما ان حرباً كبيرة لن تقع بين أصحاب «الأسلحة الصديقة». للأحباش في بيروت شبكة حضور أفقية قد لا توازي شبكة حضور «المستقبل» لكنها تحل من بعدها تماماً من حيث النفوذ. فإضافة الى المساجد الثلاثة المذكورة المتنازع عليها مع دار الفتوى، هناك مصلى في ساحة أبو شاكر في الطريق الجديدة وآخر في منطقة الفاكهاني بالقرب من مخيم صبرا، وثالث في منطقة الملا ورابع في شارع الحمرا، وخامس في رأس النبع أيضاً. ولهم مؤسسات تربوية منها «الجامعة الدولية» ومدارس المشاريع، ومؤسسات اقتصادية أبرزها متجر «الديوان» في منطقة النويري، واندية رياضية وصحية وشبابية ونسائية. ويبدو ان هذه المؤسسات موظفة جميعها في خدمة انتشار الجماعة ومستغلة في مد النفوذ. لكن شبكة نفوذ الاحباش تعرضت لانتكاسة كبرى في البيئة السنية في اعقاب اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، خصوصاً بعد ان اتهم مسؤولون منهم بالمساعدة في عملية الاغتيال. وهذا الأمر ساهم في مضاعفة هامشيتهم داخل الجماعة السنية اللبنانية لا سيما في العاصمة بيروت. وهم قبل ذلك، وبسبب خصومتهم مع دار الفتوى ومع المؤسسة التقليدية السنية في لبنان، لم يتمكنوا من حجز موقع لهم في الأوساط البيروتية، فكان ان نجحوا في الانتشار بين الأفخاذ الضعيفة من العائلات الكبرى، وكذلك في اوساط شبان الاحزاب المتهالكة ك «المرابطون» وغيرهم من الاحزاب والمجموعات الصغيرة التي رعتها في ثمانينات القرن الفائت حركة «فتح»، وتهاوت ما ان فقدت الأخيرة نفوذها في لبنان. كما مد «الاحباش» نفوذهم في اوساط البيروتيين من أصل كردي، وفي اوساط سكان قدموا الى العاصمة من الريف السني القريب منها، لا سيما منطقة اقليمالخروب. وجميع هذه المصادر لا تصنع متناً في العاصمة، وان كانت تساعد على الحضور، وعلى الاشتباك. لكن السؤال الذي لاح في أعقاب اشتباك ليل الثلثاء الفائت يتمثل في مدى قدرة «الاحباش» على استثماره في الشارع البيروتي، خصوصاً في ظل ما يُكابده هذا الشارع من مشاعر خلفتها حملة «حزب الله» في «7 أيار»؟ والجواب لدى كثيرين ممن يراقبون «الشارع البيروتي» ومن ناشطيه ومصرّفي اعماله، هو ان هذه القدرة ستبقى محكومة بسقف الصدام بين «الاحباش» وبين المؤسستين الدينية والسياسية للطائفة السنّية، فلا ينفي هؤلاء المراقبون حقيقة ان مشاعر السنّة في تلك الليلة كانت الى جانب «الاحباش»، وان شباناً من خارج الجماعة التحقوا بمساجدها ومصلياتها في تلك الليلة، لكن ذلك لا يرشحها لموقع أكثر تقدماً في الطائفة. في رأس بيروت يسمي البيارتة مصلى الأحباش هناك مصلى آل شهاب لأن مجموعة من فقراء تلك العائلة ينتمون الى «الاحباش» افتتحوا المصلى، وفي حي العرب في الطريق الجديدة ثمة شبان من آل عرب من «الأحباش» افتتحوا مصلى هناك. العائلتان، شهاب وعرب، من العائلات المعروفة بولائها ل «المستقبل»، ومفتتحو مصليي «الاحباش» من ابنائهما هم قلة، لكن حدود العائلة غير صارمة الى حد يتيح فرزاً في لحظة انفجار. عندما تستمع الى شروحات تفصيلية عن خرائط النفوذ الأمني والسياسي في شوارع بيروت من قبل ناشطين في هذه المجالات الاهلية، تدرك حقيقة الفخ الذي نصب للاطراف التي اعتقدت انها أمسكت بشوارع العاصمة، اذ ان مجرد اعتقاد جماعة بأنها ممسكة بهذه الشوارع، سيرشحها للسقوط في أفخاخ هذه الشوارع، لا سيما ان هذا الاعتقاد سيرشح عناصرها الى التصرف بموجبه. وعندما يُفصل لك هؤلاء الناشطون الفارق بين ان تكون «حبشياً» في حي العرب في الطريق الجديدة وان تكون «حبشياً» في منطقة النويري، أو الفارق بين ما يسمونه الحبشي «الحريري» والحبشي «الجهازاتي»، وكذلك الأمر بالنسبة الى «المرابطون» وغيرهم، تشعر عندها بأن ورطة «حزب الله» في شوارع بيروت أكبر من ان يضبطها اجتماع أمني يعقد في مركز للجيش اللبناني في أعقاب اشتباك «فردي» مع جمعية المشاريع. يقول فاروق عيتاني، وهو سائق تاكسي وكاتب في الصحف اللبنانية ومقيم في الطريق الجديدة، ان منطقته اليوم تعيش في مرحلة «الحارة الأمة»، مستعيناً بعبارة ميشال سورا عن أحياء طرابلس، للاشارة الى التذرر الناجم عن انعدام المرجعية الأمنية والسياسية والاجتماعية التي تشهدها تلك المنطقة. المشهد ليل الثلثاء الفائت في بيروت كما اظهرته وسائل الاعلام وبيانات الاحزاب، تمثل في ان اشتباكاً وقع بين «حزب الله» وجمعية المشاريع الاسلامية. وهذا لم يكن دقيقاً على الاطلاق، فقد شارك مناصرون لحركة «أمل» في الاشتباك الى جانب «حزب الله»، وكذلك شارك مناصرون ل «المرابطون» ولجماعات سنية أخرى مع خصومهم «الاحباش» في الاشتباك والاستنفار. وقال مسؤول «ميداني» من الطريق الجديدة انه شاهد أحد عناصر حركة «حماس» موجوداً في الاستنفار الى جانب «الاحباش». يبقى ان المصادقة على هذه الوقائع تصبح ممكنة اذا تذكرنا اشتباكات منطقتي بعل محسن وباب التبانة في طرابلس، وان المجموعات الرئيسة المشاركة في هذه الاشتباكات في مواجهة «الحزب العربي الديموقراطي» (العلوي) كانت تلك التي تديرها شخصيات سنية حليفة لسورية على ما أكد ل «الحياة» حينها رفعت عيد نجل رئيس الحزب. فال «حارة الأمة» أقوى في لحظة كهذه من أي انقسام مغاير. وشوارع بيروت سبق ان أغرقت أجيالاً من الأحزاب والميليشيات في أوحالها، سواء كانت وراء الحروب نيات مبيتة، أم كانت مجرد «حادث فردي» لا شيء يمنع تكراره.