أعلن رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي من نيويورك أمس، انطلاق عملية تحرير بلدة الشرقاط، وهي آخر معاقل «داعش» في محافظة صلاح الدين، فيما كشفت رئاسة إقليم كردستان عن توافق سياسي بين بغداد وأربيل برعاية أميركية للإسراع في معركة تحرير الموصل بما لا يتجاوز نهاية السنة الجارية، وسط تقارير عن ظهور زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي في المدينة واختلاطه مع مواطنين فيها. وقال العبادي في كلمة ألقاها في نيويورك التي يزورها حالياً لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «صفحة جديدة من صفحات النصر والتحرير انطلقت ببدء عمليات تحرير قضاء الشرقاط من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف أن «القوات المشتركة بدأت أيضاً في الوقت ذاته عمليات تحرير جزيرتي هيت والرمادي من سيطرة تنظيم داعش». ووفق إعلانات رسمية عراقية، فإن القوات العراقية حررت قرابة عشر قرى محيطة بالشرقاط، فيما تفيد المؤشرات بإمكان تحرير البلدة بالكامل في وقت قياسي. ويؤكد قادة عسكريون عراقيون أن سيطرتهم على بلدة القيارة التي تقع على الطريق الرابط بين الشرقاط والموصل جعل مهمة السيطرة على الشرقاط مسألة وقت حيث تؤكد مصادر محلية من داخل المدينة أن العشرات فقط من عناصر التنظيم ما زالوا منتشرين فيها. ومن المرجح أن تنطلق عمليات موازية لتحرير منطقة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك والتي تقع إلى الجنوب الشرقي من الشرقاط والتي باتت محاصرة بعد سيطرة قوات البيشمركة الكردية والقوات العراقية على خط مخمور- القيارة الذي يقطع معظم وسائل اتصالها بالموصل. في هذه الأثناء، تضغط الحكومة العراقية لتلقي الدعم العسكري والمالي للإسراع في إطلاق عملية استعادة الموصل قبل حلول فصل الشتاء، وبما يضمن إيواء مئات الآلاف من النازحين المحتملين من المدينة. وقالت مصادر سياسية إن رئيس الحكومة العراقية تناول هذه القضية في اجتماعه أول من أمس مع الرئيس باراك أوباما وطرح أيضاً قضايا سياسية عراقية. وأعلنت رئاسة إقليم كردستان عن التوصل إلى اتفاق «عسكري وسياسي» مع بغداد وواشنطن للتنسيق في معركة استعادة مدينة الموصل ومرحلة ما بعد تنظيم «داعش». ويطالب الأكراد بإبرام «اتفاق سياسي» قبل انطلاق معركة استعادة المدينة، حول شكل الإدارة المحلية المقبلة، واستحداث محافظات للأقليات في سنجار وسهل نينوى وتلعفر، مع رفضهم سحب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها مع بغداد. وقال بيان رئاسي إن رئيس الإقليم مسعود بارزاني «أشرف على اجتماع سياسي وعسكري مشترك تناول تحرير الموصل مع مسؤولين عراقيين وأميركيين، بمشاركة السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان وقائد القوات الأميركية في العراق ونائب رئيس الأركان في الجيش العراقي عبد الأمير الزيدي وعدد من المسؤولين العسكريين العراقيين»، مشيراً إلى أن «المجتمعين اتفقوا على آلية للتنسيق المشترك»، وأعرب بارزاني عن أمله «في أن يساهم الاتفاق في تهيئة الأجواء وتعميق التآخي والثقة بين الجانبين (أربيل وبغداد)»، ودعا إلى أن «تكون العملية المرتقبة نهاية لأزمات نينوى ومأساتها». من جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة البيشمركة الفريق جبار ياور في أعقاب الاجتماع، إن «الاتفاق حدد القوات التي ستشارك في المعركة وآلية إدارتها ومحاور الهجوم، وتشكيل لجنة عليا مشتركة بين الحكومتين لحل المشاكل والأزمات التي قد تحصل من الناحية الإدارية والسياسية بعد التحرير». ونقلت «رويترز» عن جنرال أميركي لم تذكر اسمه أن «القوات العراقية ستكون مستعدة لعملية الموصل في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل»، وسط مؤشرات على قرب موعد انطلاق الحملة العسكرية لاقتحام المدينة. وفي التطورات داخل الموصل، ذكرت وسائل إعلام محلية أن «المدينة شهدت توتراً واضطرابات، وسط حالة استنفار قصوى في صفوف عناصر شرطة الحسبة وانتشار نقاط التفتيش والحواجز الأمنية، عقب إشاعات تفيد بهروب قادة في التنظيم، والتقدم السريع للقوات العراقية في قضاء الشرقاط»، وأشارت إلى أن «زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ظهر في العلن والتقى بمواطنين».