قال مصدر أمني عراقي إن تنظيم داعش قصف بصواريخ محملة بغاز الكلور، صباح أمس، مواقع للجيش العراقي في محافظة نينوى، شمالي البلاد، مما أدى إلى إصابة 3 جنود ب"حالات اختناق". وأوضح العقيد أحمد الجبوري، أحد ضباط شرطة نينوى، أن داعش قصف بصواريخ كاتيوشا تحمل مادة الكلور، مواقع للجيش العراقي في قرى استعادها أخيرا ضمن ناحية القيارة جنوب الموصل"، مركز محافظة نينوي، مشيرا إلى أن ثلاثة جنود أصيبوا بحالات اختناق نتيجة القصف، فيما رد الجيش بقصف مدفعي على مواقع للتنظيم داخل ناحية القيارة. ولفت المصدر ذاته إلى أن الجيش العراقي برفقته مختصون في الحروب الكيميائية، وهم من حددوا أن القصف تم بصواريخ تحمل غاز الكلور. وكانت القوات العراقية قد استعادت في الأسابيع الأخيرة المناطق المحيطة بالقيارة ومن ضمنها قاعدة جوية إستراتيجية على بعد 60 كيلومترا جنوب الموصل، وتواصل الحملة العسكرية لانتزاع ناحية القيارة من قبضة داعش. وتأتي هذه الحملة في إطار الاستعدادات الجارية لشن حملة واسعة لاستعادة الموصل من "داعش" قبل حلول نهاية العام الحالي كما تقول الحكومة. يذكر أن تنظيم داعش يسيطر على الموصل منذ العاشر من يونيو 2014 بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة منها. من ناحية أخرى وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة بين الحكومة المركزية، وإقليم كردستان، وإنهاء حالة التوتر بين الطرفين، على خلفية رفض أربيل الانسحاب من المناطق المحررة من قبضة تنظيم داعش بمحافظة نينوى، دخل التحالف الدولي ممثلا بالجانب الأميركي على الخط لتقريب المواقف بين بغداد وأربيل، لتفادي اندلاع خلاف سياسي سيؤدي إلى تأخير تنفيذ عملية تحرير الموصل. وقالت مصادر دبلوماسية إن الجانب الأميركي دعا بغداد وأربيل إلى تسوية خلافاتهما السياسية، وتوحيد الجهود المشتركة لاستعادة محافظة نينوى من تنظيم داعش، ثم التفاوض على القضايا الخلافية في مرحلة لاحقة. وكان إقليم كردستان رفض الانسحاب من المدن المحررة في محافظة نينوى، لكونها من المناطق المتنازع عليها، واقتطعها النظام السابق من أراضي الإقليم وألحقها بمحافظات نينوى وصلاح الدين وديالى. وفي هذا السياق تم تفعيل غرفة العمليات المشتركة واللجنة التنسيقية العليا لاستعادة مدن محافظة نينوى الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، فيما يصل إلى العاصمة العراقية بغداد في غضون الأيام القليلة المقبلة، وفد رسمي يمثل إقليم كردستان لبحث العديد من القضايا مع المسؤولين في الحكومة المركزية، ونقلت وسائل إعلام كردية عن قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، من دون ذكر اسمه، قوله "إن اتصالات الإقليم مع الحكومة المركزية بخصوص تنفيذ العمليات العسكرية في نينوى لم تنقطع، على الرغم من التصريحات المضادة بين الجانبين"، موضحا أن الوفد سيطرح مطالبته بتنفيذ المادة الدستورية 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها.