باشرت «مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة» المغربية، مقرها في بن جرير، (70 كيلومتراً شمال مراكش)، تنفيذ برنامج استثماري، بكلفة بليون درهم (121 مليون دولار) لغاية 2011، لتحسين المستوى الاجتماعي للفئات الفقيرة والمهمشة في الإقليم، وتطوير الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب والتعليم والصحة والبنية التحتية، ضمن نحو بليون دولار استثمارات إجمالية، بشراكة مع مؤسسات حكومية وعامة وشركات القطاع الخاص، أهمها «مجموعة الشريف للفوسفات»، التي ستمد أنبوباً لنقل فوسفات المنطقة إلى ميناء الجرف الأصفر على المحيط الأطلسي بكلفة تزيد على 200 مليون دولار. وأوضحت المؤسسة، وهي جمعية للمنفعة العامة، لمناسبة تقديم نشاطها السنوي، أنها استهدفت في برامجها تقليص الفقر والفاقة في منطقة الرحامنة، التي تعتبر من اكثر مناطق المغرب فقراً وهشاشة، إذ تصل معدلات الفقر إلى 59 في المئة، خصوصاً لدى القرويين، بسبب تضاريسها الصعبة واتساع مساحتها الممتدة إلى سفوح جبال الأطلس وتقلبات المناخ، حيث تعيش المنطقة على الزراعة وتربية الماشية. وستشيد المؤسسة مع شركائها مدينة جديدة «المدينة الخضراء»، عبارة عن تجمع سكاني عصري بمواصفات حديثة، تشمل مطاراً ومرافق إدارية ورياضية وسياحية، تكون حلقة وسط بين مدينتي الدارالبيضاءومراكش. وقال المدير التنفيذي في المؤسسة حميد نرجس في تصريح الى «الحياة»، ان المؤسسة تعاقدت مع شركة «اريكسون الدولية للتكنولوجيا» لتطوير أنظمة التعليم من بعد في المناطق القروية والنائية، موجهة إلى الطلبة الذين يقيمون في مناطق معزولة، ويتعذر عليهم الانتقال إلى المدن الكبرى، وحصلت المؤسسة على دعم من «اريكسون» بقيمة 3 ملايين يورو لاستخدام الإنترنت في الأرياف. كما تعاقدت مع شركة «اب لاين» لتصدير نتاج مزروعات مثل الصبار الذي تنفرد به المنطقة، التي ستستفيد من برنامج للري الاصطناعي بشراكة مع مجموعة «أورم» الفرنسية. وتهدف الخطة إلى تطوير المناهج المدرسية، وزيادة فرص النجاح للطلبة، وزيادة دخل الأسر الفقيرة والمزارعين عبر برامج للارتقاء الاجتماعي، الذي يُلاقي استحسان السكان بحسب معاينة الفريق الإعلامي الذي زار المنطقة، واطلع على مشاريع قيد الإنجاز. وتعتبر «الرحامنة» واحدة من اكبر مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مكافحة الفقر وأحدثها، وتحقيق التنمية البشرية في المغرب، الذي يستعد للاحتفال بالذكرى الرابعة لاطلاق مشاريع المبادرة التي أعلنها العاهل المغربي الملك محمد السادس عام 2005.