أكدر رئيس المسرحيين في جمعية الثقافة والفنون رجا العتيبي أن مسلسل «سقوط الخلافة» الذي يقوم ببطولته الفنان السوري عباس النوري يحمل الكثير من التمجيد لشخص السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، وأنه سيتحرك بحسب توجهات المؤلف والمنتج والقناة، إلا إذا أخذ النص يتغير بشكل تاريخي محايد، مشيراً إلى أنه يستعرض المراحل الأخيرة لتاريخ الدولة العلية العثمانية التي استمرت ثمانية قرون وسقطت في اسطنبول عام 1922. وأوضح أن من ينظر إلى المسلسل يكتشف أن ثمة اتجاهاً نحو تمجيد السلطان عبدالحميد الثاني في المسلسل ضد المثالب التي ألصقها به خصومه، وأن المصادر الدينية تركز كثيراً على رفضه إعطاء اليهود فلسطين وطناً لهم، وتهمل الملابسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا يبدو جلياً في الحلقات الأولى من المسلسل، مشيراً إلى التمهيد بتنصيبه بطلاً أسطورياً مع عدم التطرق للعلاقات السياسية الحرجة بين تركيا ومصر أثناء ثورة أحمد عرابي بصورة أكثر دقة، من خلال الاستناد على كل المصادر والوثائق التاريخية التي رصدت أعظم فترة صراع شهدتها الإمبراطورية العثمانية. ولفت إلى أن مثل هذا النوع من الكتابات الموجهة والسيناريوهات المعدة سلفاً لخدمة وجهة نظر معينة على حساب الأخرى يفقد المسلسل وهجه، وتتدنى أهميته ويصبح شبيهاً بأي مسلسل بدوي ننساه في آخر حلقة له، وقال: «يبدو أن الماضي ما زال له بريقه في أذهاننا نحن العرب والمسلمين لدرجة أننا لم نر بعدُ مسلسلاً عربياً يتناول الخيال العلمي واكتشاف المجهول واستشراف المستقبل، ومسلسل سقوط الخلافة يجري باتجاه الفكر الماضوي الذي يبكي على الأطلال، وتحديداً عندما يستنطق عظماء الزمن الأول من أجل الاستهلاك العاطفي ليس غير». يذكر أن العمل من قصة وسيناريو وحوار الكاتب يسري الجندي وإخراج محمد عزيزية، ويشارك في المسلسل 47 ممثلاً من نجوم مصر وسورية والعراق والأردن وفلسطين، في مقدّمهم عباس النوري وأحمد ماهر وأحمد راتب، وتمّ تصوير 50 في المئة من مشاهد المسلسل في مدينة الإنتاج في القاهرة، وأنجز المتبقي في كلّ من سورية وتركيا، كما استعان فريق الإخراج والإنتاج بعدد كبير من الكومبارس والخيول والمدفعية التقليدية لتصوير المعارك ذات الكلفة العالية، وصوّر في أماكن قديمة في تركيا منها قصور وأحياء وتكايا. مشهد من سقوط الخلافة.