أعلنت قوات الأمن العراقية المتمركزة جنوب الموصل صد هجوم واسع شنه «داعش» على مواقعها قرب بلدة القيارة، كما صد الجيش هجوماً آخر على بلدة الرطبة في الأنبار، ويستعد لشن عملية في منطقة الجزير. وأكد قائد العمليات في نينوى اللواء الركن نجم الجبوري في بيان أمس، إحباط هجوم ل «داعش» على المناطق المحيطة بناحية القيارة، جنوب الموصل، وأضاف أن عشرات المسلحين شنوا هجوماً أطلقوا عليه اسم «غزوة الموت». وأشار إلى عدم وقوع ضحايا في صفوف الجيش، فيما تم تدمير أكثر من سبعة عربات مفخخة وقتل عدد من المهاجمين. وخسر «داعش» بلدة القيارة (70 كلم جنوب الموصل) نهاية الشهر الماضي لمصلحة الجيش العراقي الذي بدأ تنظيم صفوفه في هذه البلدة الاستراتيجية الواقعة على مفترق وتتميز بوجود قاعدة عسكرية تحتشد فيها قوات الأمن. ويسعى «داعش» إلى استعادتها لمنع الجيش من التقدم أكثر، ويقول قادة أمنيون إن قوة التنظيم الدفاعية عن الموصل تتركز عند البلدات والمناطق المحيطة بها، وفي حال خسرها سيكون الانتصار سريعاً في المدينة، كما حصل في الفلوجة في حزيران (يونيو) الماضي. وأعلن «التحالف الدولي» توجيه 7 ضربات جوية ضد معاقل «داعش»، وأوضح في بيان أن «الضربات استهدفت الموصل والقيارة وتلعفر، في نينوى، والرمادي والبغدادي في الأنبار، وأسفرت عن تدمير وحدات تكتيكية لداعش وعربات ومنصات صواريخ وهاونات ومدخلين لنفق ومعملين لتفخيخ السيارات ونقطة قيادة». وتأتي هذه الضربات تمهيداً لإطلاق حملة لاستعادة الموصل، وسط جدل داخلي وإقليمي حول ملفات سياسية متعلقة بمرحلة ما بعد «داعش»، وأخرى متعلقة بمشاركة فصائل «الحشد الشعبي». في الأنبار، أعلنت مصادر أمنية قتل خمسة من عناصر الشرطة الاتحادية، بينهم آمر السرية الثالثة في هجوم شنه «داعش» على قضاء الرطبة، غرب الرمادي، في إطار سلسلة هجمات يشنها التنظيم منذ أيام على المدينة. وتقع الرطبة على طريق صحراوي معزول عند الحدود مع الأردن والسعودية، وعلى رغم استعادة الجيش السيطرة على هذه البلدة منذ ثلاثة أشهر، إلا أنه ما زال يواجه صعوبةً في تأمين الطرق المؤدية إليها من الرمادي. وأعلن قائد الشرطة في الأنبار اللواء هادي رزيج في بيان أمس أن قوات أمنية مشتركة في انتظار ساعة الصفر لتطهير جزيرة الرمادي من عناصر «داعش» الإرهابي بعد الانتهاء من الاستعدادات. وأضاف أن «معركة تطهير الجزيرة لن تكون طويلةً، بل سريعةً وخاطفةً بعد انهيار التنظيم وانكساره في معارك تحرير الفلوجة والرطبة والمناطق الغربية التي قطعت خطوط إمداده ودمرت معظم معاقله».