تبنى «داعش» سلسلة هجمات انتحارية طاولت قضاء مخمور جنوب أربيل المحاذي لنينوى، على رغم إعلان الجيش و «التحالف الدولي» تأمين القضاء بعد أيام على انطلاق عمليات التحرير، ويشير رد فعل التنظيم إلى استعدادات كبيرة اتخذها للدفاع عن الموصل. الى ذلك، تخوض قوات الأمن معركة شوارع في هيت، غرب الرمادي، وسط توقعات بالسيطرة على مركز القضاء خلال أيام قليلة، ولكن قوات الجيش ما زالت تواجه عقدة في بلدات البوعبيد والبوبالي وجزيرة الخالدية، حيث ما زال «داعش» يقاوم بشراسة. وأعلنت مصادر أمنية كردية أمس، أن حصيلة التفجير الانتحاري الذي طاول مركز الشرطة في مخمور في ساعة متأخرة ليل أول من أمس، أسفر عن قتل أربعة عناصر وإصابة 7 آخرين. وتبنى «داعش» العملية الانتحارية وأعلن عبر مواقع تابعة له صور الانتحاريين وأسماءهم، بينهم أبو عبيدة الكردي وأبو علي الأنصاري، وأبو محمد الشامي، وأبو قتادة الأنصاري، وأبو دجانة الأنصاري، وأبو عبد الملك الشامي. وبعد ساعات على هذا الهجوم، أعلن الجيش العراقي المنتشر في المنطقة قتل 27 انتحارياً أثناء محاولتهم الهجوم على الفوج الأول فجر أمس. وأوضح بيان لوزارة الدفاع أن «قوات الجيش المنتشرة في قرية خربردان جنوب الموصل، تعرضت لهجوم واسع شنه انتحاريون وتم قتل جميع المهاجمين». وجاءت هجمات «داعش» بعد أيام قليلة من إعلان قوات الأمن و «التحالف الدولي» الشروع في تحرير نينوى، وفيما قال التحالف إن الهدف تحقق بحماية معسكرات الجيش في مخمور، عزا مسؤولون عراقيون التوقف إلى سوء الأحوال الجوية. ولكن مصادر مطلعة أبلغت «الحياة» بأن الجيش والتحالف «فوجئا بحجم المقاومة التي أبداها «داعش» في المناطق التي يسيطر عليها في الموصل، وأشارت إلى أن التنظيم وضع ثقله العسكري في الأقضية والنواحي والبلدات المحيطة بالمدينة. وكان الجيش والتحالف أعلنا في 24 الشهر الماضي البدء بعملية عسكرية باسم «الفتح» لتحرير الموصل وتمكنا خلال ساعات من السيطرة على نحو تسع قرى في ناحية القيارة، ولكن «داعش» شن هجمات مضادة استعاد خلالها السيطرة على نصف هذه القرى، فيما تواجه قوات الأمن هجمات متواصلة على القرى التي ينتشر فيها. في الأنبار، تواصل قوات الجيش التوغل نحو مركز قضاء هيت، بعد يوم على تمكنها من اقتحام ضواحي المدينة من المحورين الجنوبي والشرقي، ولكن المعارك تحولت إلى حرب شوارع ووجود نحو 20 ألف شخص في المدينة يبطئ سير العمليات. وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ العشائر ل «الحياة»، إن «القوات الأمنية دخلت بعض الأحياء في هيت، وأبرزها شارع السكلات بالقرب من جامع الغفور الذي يبعد نحو 2 كلم عن مركز القضاء، كما سيطرت على أحياء الخوضه والصناعي وشارع القائممقامية وأمينة بعد كسر دفاعات داعش في أطراف المدينة»، وأشار إلى أن طيران التحالف الدولي «يشن غارات عنيفة على معاقل التنظيم الذي بدأ عناصره بالهرب إلى الجزيرة عبر حي البكر». وأشار إلى أن معارك «شرق الرمادي ما زالت متواصلة بسبب المقاومة التي يبديها داعش عن المنطقة، خصوصاً بلدات البوعبيد والبوبالي وجزيرة الخالدية، لأهميتها الاستراتيجية». وأوضح أن هذه المناطق «تمثل حلقة الوصل بين عناصر التنظيم في الفلوجة وشمال شرقي الرمادي». وأعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي، توفير ممرات آمنة للنازحين من قضاء هيت، بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، وطالب «بتفعيل الجهد المحلي والدولي، للمساهمة في توفير المساعدات لمراكز الاستقبال التي أعدتها المحافظة».