قتل وأصيب العشرات من عناصر الجيش و «الحشد الشعبي» في هجمات انتحارية شنها «داعش» شمال الفلوجة وغرب الرمادي، في محاولة لفك الحصار المفروض عليه، وأضعف انشغال الجيش في خمس جبهات قدرته على الحسم. وفيما تتواصل المعارك شرق الرمادي، تتجه الحكومة الى الهجوم على قضاء هيت، وينشغل آلاف الجنود بمحاصرة الفلوجة، ويخوض آخرون معارك في جزيرة سامراء، جنوب تكريت، وأرسل الجيش تعزيزات جديدة إلى أطراف الموصل. وقالت مصادر أمنية في الأنبار إن «داعش» شن هجمات انتحارية بأربع عربات مفخخة استهدفت قوات مشتركة من الجيش و «الحشد الشعبي» في قرى الصبيحات والروفة والكناطر في الكرمة، أسفرت عن قتل وإصابة العشرات. وأضافت ان «قوات الأمن تمكنت من الصمود وإجبار القوة المهاجمة على الإنسحاب بعد تفجير عربتين مفخختين قبل وصولهما الى الهدف، مشيرة إلى أن «داعش» كان يسعى إلى السيطرة على هذه القرى التي تم تحريرها قبل أسابيع. وقال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الفلوجة ل «الحياة»، إن «هجمات داعش في الكرمة متوقعة في ظل فشل قوات الأمن في السيطرة على مركز المدينة منذ شهور»، وأضاف ان «التنظيم يعلم جيداً أن خسارته الكرمة سيعرض عناصره للخطر في الفلوجة». وأوضح أن «قضاء الكرمة أكبر من مدينة الفلوجة من حيث المساحة وسيطرة قوات الأمن عليه ستمنع داعش من المناورة»، ولكنه اشار الى ان الجيش و «الحشد الشعبي» لم يحققا تقدماً كبيراً في المنطقة على رغم مرور نحو عام على إعلان عملية عسكرية لهذا الغرض. وتابع ان «الهجمات التي يشنها داعش وتمكنه من اختراق قوات الأمن ووصول العشرات من عناصره الى منطقة ابو غريب، غرب بغداد، من دون مقاومة كبيرة أعادت حسابات الجيش في الخطط المطبقة في الفلوجة». وزاد ان «قوات الأمن في الأنبار موزعة على ثلاث جبهات، فما زالت المعارك متواصلة في بلدات الحامضية والبو عبيد والبوبالي، شرق الرمادي، فيما تنوي شن هجوم على قضاء هيت، وتحاصر الفلوجة». وقالت مصادر أمنية في ناحية «البغدادي»، شمال غربي الرمادي ل «الحياة» ان «التعزيزات العسكرية ما زالت تتوافد الى قاعدة عين الأسد، حيث وصلت أمس اسلحة ثقيلة بينها دبابات وناقلات جند وكاسحات الغام». وأضافت ان «القوات الأمنية بالتسنيق مع التحالف انهت الإستعدادات لشن عملية على قضاء هيت». يأتي ذلك في وقت تتواصل العملية العسكرية التي تشنها فصائل «الحشد الشعبي» والجيش في جزيرة سامراء التي تضم مساحات صحراوية شاسعة ممتدة من شمال الرمادي وصولاً الى جنوب الموصل. وأعلنت «قيادة عمليات نينوى» امس وصول قوات جديدة إلى معسكر مخمور، جنوب الموصل، وأوضحت في بيان أن «القطعات باشرت بالانتشار على خطوط التماس مع العدو بعد تلقي أمر مباشر من قائد العمليات اللواء نجم الجبوري».