يسود الهدوء جبهة نينوى بعد أسابيع من المعارك العنيفة التي أسفرت عن استعادة الجيش السيطرة على بلدة القيارة، وقرر وقف زحفه نحو بلدة الشورة الواقعة على الطريق إلى الموصل، وفتح جبهة الشرقاط شمال صلاح الدين. وأعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان أمس، أن «الطيران ألقى منشورات في المدينة تحض المواطنيين على مغادرتها فوراً للحفاظ على أرواحهم والابتعاد من مراكز عصابات داعش لأنها أهداف لصقور الجو، حتى لا يكونوا دروعاً بشرية يستخدمها داعش». ودعت المنشورات الأهالي إلى «التهيؤ لاستقبال القطعات الأمنية والتزام التعليمات التي تصدرها قيادة العمليات المشتركة واصطحاب المستمسكات الشخصية عند التقدم باتجاه القطعات المحررة». وتعتبر الشرقاط عقدة عسكرية تحاول قوات مشتركة من الجيش و «الحشد الشعبي» اقتحامها منذ ثلاثة أشهر، لكن «داعش» يستميت في الدفاع عنها، لأنها خط الدفاعي عن عاصمته في الموصل، واستغل التنظيم خلافات سياسية حول مستقبل المدينة بعد التحرير، والجدل في شان مشاركة «الحشد الشعبي» في المعارك في إعادة نشر مسلحيه. وباتت الشرقاط محاصرة من الشمال، حيث تسيطر قوات الجيش على القيارة، ومن الجنوب حيث تنتشر فصائل «الحشد الشعبي»، وبقاء هذه المدينة تحت سيطرة «داعش» يعرقل التقدم شمالاً نحو الموصل وإبقاء ظهر القوات مكشوفاً. وقال الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان ل «الحياة» إن «القوات التي حررت مدينة القيارة تعيد تنظيم صفوفها في انتظار الأوامر للتقدم نحو الموصل». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي بحث الليلة قبل الماضية مع عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي السيناتور الديموقراطي مارتن هاينريش في تسليح القوات وتدريبها، والاستعدادات المتواصلة لتحرير المدينة. وجاء في بيان إن «اللقاء بحث في التحديات التي يمر بها العراق والحرب على تنظيم داعش»، وأضاف أن الجانبين بحثا أيضاً «في تسليح وتدريب القوات العراقية». وأكد السيناتور «دعم بلاده الكامل للعراق في حربه ضد الإرهاب»، وأشاد ب «قيادة العبادي، على رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه وتحقيقه انتصارات على العصابات الإرهابية». في الأنبار، أعلن قائد الشرطة اللواء هادي رزيج إحباط هجوم نفذه «داعش» على مدينة الرطبة، للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، وأوضح أن قوةً من الشرطة والجيش تمكنت من إحباط الهجوم «وتم قتل عدد من عناصر التنظيم». وكان «داعش» هاجم السبت الماضي محطة الضبعة التي تغذي الرطبة بالمياه وفجرها بعبوات ناسفة، وسط مخاوف محلية من تكرار الهجمات على المدينة المعزولة الواقعة عند المثلث الحدودي مع الأردن والسعودية. وأعلنت «قيادة علميات الأنبار» في بيان أمس قتل اثنين من عناصر «داعش» أثناء عبورهما من الفلوجة باتجاه منطقة المقالع والعثور على 10 أحزمة ناسفة بحوزتهما. ولفتت إلى أنه «تم تفتيش صحراء الخالدية في منطقة المقالع، وعثر على 18 عبوة ناسفة، فضلاً عن عبوة تعمل بالضغط، وتم تفجيرها».