سُلّطت الأضواء في بطولة أوروبا للسباحة المقامة في بودابست على الفرنسي يانيك أنييل، خصوصاً بعد إسقاطه الألماني بول بيدرمان بطل العالم في ال400م حرة. وأعتبر إنجاز «الفتى يانيك» (18 سنة) «ضربة معلّم» في الأحواض، واستكمالاً لسطوته الكبيرة قبل أقل من شهر في هلسنكي حيث أحرز ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة أوروبا للشباب. ويؤكد خبراء اللعبة أن أنييل أمل السباحة الفرنسية الجديد، استناداً إلى موهبته الفذة والطاقة الكبيرة التي تختزنها هذا «العملاق» (2.01م – 85 كلغ). وهو صمد في وجه بيدرمان (24 سنة – 1.93 كلغ) في القسم الأخير من السباق المضني، وسجل ثالث أفضل رقم هذا الموسم (3.46.17 دقيقة)، وعزز رقمه الفرنسي (3.46.26د) الذي كان سجله في هلسنكي. وبات أنييل قريباً من مكانة الأولمبيين الهولندي بيتر فان دن هوغنباند والأسترالي أيان ثورب والأميركي مايكل فيلبس. في غضون موسمين، جمع أنييل خمسة ألقاب للشباب وثلاثية أوروبية هي حصيلة انتصاراته في هلسنكي (100 و200 و400م)، وفاز على فيلبس في سباق ال200م (1.46.30د) في لقاء باريس الدولي، قبل أن ينال من بيدرمان في بوادبست، متوجهاً مسيرة تصاعدية تعد بكثير. سبقت أنييل شهرته إلى بوادبست، وأثار الاهتمام لا سيما أنه لا يزال «خاماً» قياساً إلى خبرة منافسيه. وهو شارك في هلسنكي وكان فرغ للتو من إمتحانات شهادة الثانوية العامة – الفرع العلمي، وحضر إلى العاصمة المجرية وقد ضمن النجاح بمعدّل جيد. وهو يتطلّع الى دخول الجامعة أو المعهد العالي للتجارة. ويهوى أنييل المطالعة، «يجرد» كل كتب يقع بين يديه، من القصص المصورة إلى قصص الخيال العلمي ومؤلفات فرويد. ويؤكد أنه ينمّي ثقافته على غرار تنمية قدراته الرياضية. وينتظر أنييل موسم جديد، سينخرط خلاله في حصص تدريب لبناء عضلاته، بحسب مدربه فابريس بيلليرن، الذي يشبهه بمركب «كاياك ينزلق على الماء من دون أي معاناة»، ما يعني أن الاهتمام قليلاً بعضلاته سيفيده في تعزيز أرقامه. ويعتبر ياكو فرهايرن، مدير المنتخب الهولندي للسباحة ومدرب هوغنباند، أن انييل يملك مقومات نجم المستقبل، لا سيما أن بنيته الجسدية «في طور التطور»، وبالتالي فإن «نضوجه الفني لم يكتمل بعد». ويشير إلى أن البطل الفرنسي «من طينة القادرين على السيطرة على سباقات المسافات من ال100 إلى 400م، نظراً لامتلاكه حيوية السرعة النهائية وقدرة التحمّل ما يجعله خطراً محدقاً على منافسيه». ومع منع استخدام «اللباس الثوري» المنسوج من مادة ال»بوليوريتان» الذي يسهّل العوم والانسياب على صفحة الماء، وإرتداه بيدرمان وغيره من الأبطال في «مونديال روما» العام الماضي، وكان سبباً مباشراً لتساقط الأرقام القياسية بفوارق «خيالية». تصبح قدرة السباح في ال20م الأخيرة حاسمة لتقرير النتيجة، وأنييل متفوق في هذا المجال، خصوصاً أنه لم يرتدِ لباساً ثورياً العام الماضي، وحسّن فنياته بفضل التدريب فقط، فجنى نتائج ذهبية هذا الموسم.