أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، أن على الحلفاء الأوروبيين تحمل مزيد من المسؤولية بشأن أزمة المهاجرين، مشيراً إلى ضرورة وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يتعلق بعودة المهاجرين إلى تركيا ومنح الأتراك حق دخول الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرات. وزادت التوترات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن اتفاق المهاجرين بعد أن اتهمت أنقرة حلفاءها الغربيين بالتباطؤ في شجب محاولة الانقلاب الشهر الماضي. وحذرت أنقرة من أنها قد تخلف وعدها بالقضاء على تدفق اللاجئين غير الشرعيين على أوروبا إذا تقاعس الاتحاد الأوروبي عن منح الأتراك حق السفر بدون تأشيرات في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. كما قال يلدريم إن تركيا تسعى لطرد تنظيم «داعش» وجماعات متشددة أخرى من حدودها لمنع تدفق المهاجرين من جديد وستواصل العمليات حتى تضمن أمن البلاد. وأضاف خلال مؤتمر صحافي، أن حزب العمال الكردستاني المحظور مسؤول عن تفجير أمس، الذي استهدف مقراً للشرطة في جنوب شرق تركيا وهو الأحدث في سلسلة هجمات تلقي السلطات مسؤوليتها على الحزب. وجاء الهجوم بعد يومين من شنّ عملية التوغل التركية في سورية ضد «داعش» والمسلحين الأكراد هناك. على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء الهنغاري المحافظ فيكتور أوربان أمس، بناء سياج ثانٍ لمنع دخول المهاجرين وتعزيز سياج أُقيم قبل سنة على الحدود الصربية، مشيراً إلى احتمال حدوث تدفق جديد للاجئين. وقال أوربان للإذاعة العامة أن «سياجاً جديداً سيبنى هناك وسيزوَد بأحدث الأجهزة التقنية». وأوضح أن «الدراسات التقنية جارية» من أجل «نظام دفاعي أكثر متانة» على طول السياج الحالي الذي يمتد بطول 175 كيلومتراً على طول الحدود الصربية الهنغارية. وكان أوربان أعلن أخيراً تجنيد 3 آلاف شرطي لدعم 3500 عنصر من قوات حفظ النظام مكلفين حراسة الحدود. وأضاف: «لا تمكن حماية الحدود بالورود بل برجال الشرطة والجنود والأسلحة»، موضحاً أن الإجراءات الجديدة تهدف إلى مواجهة «مئات آلاف» المهاجرين الذي قد يرغبون بدخول هنغاريا إذا انهار الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الذي وُقِّع في آذار (مارس) الماضي، كما تهدد أنقرة. وأمر أوربان، المعارض بشدة لاستقبال اللاجئين قبل سنة، ببناء سياج من الأسلاك الشائكة أمام المهاجرين على طول حدود هنغاريا التي عبرها 400 ألف مهاجر في العام 2015، مع صربيا ومع كرواتيا. ومع ذلك تفيد أرقام رسمية بأن 18 ألف شخص دخلوا بطريقة غير مشروعة البلاد هذه السنة. ودعا أوربان إلى استفتاء في 2 تشرين الأول (أكتوبر) لإضفاء شرعية على رفضه استقبال اللاجئين في إطار الخطة الأوروبية لإعادة توزيع المهاجرين التي أُقرّت في خريف العام 2015. إلى ذلك، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أول من أمس، أن سفينة تابعة لها كانت تشارك في عمليات إنقاذ مهاجرين قبالة سواحل ليبيا تعرضت لهجوم من قبل مسلحين في 17 آب (أغسطس)، موضحةً أن الهجوم لم يسفر عن ضحايا. وقالت «أطباء بلا حدود» في بيان، إن السفينة «بوربون أرغوس» تعرضت «لهجوم من قبل مسلحين على متن زورق لم تعرف هويته، بينما كانت تقوم بعملية بحث على بعد 45 كيلومتراً شمال السواحل الليبية». وأضافت المنظمة أن «المسلحين بدأوا بإطلاق النار بينما كانوا على بُعد 400 و500 متر عن بوربون اغروس ثم صعدوا على متنها»، موضحة أنه «لم يكن في السفينة أي غريق في ذلك اليوم ولم يُصب أفراد طاقم السفية أو طاقم أطباء بلا حدود بجروح». وتابعت أن الطاقم «لجأ الى مناطق مؤمنة داخل السفينة»، مشيرةً إلى أن «المسلحين صعدوا على متن بوربون اغروس وتنقلوا فيها لمدة 50 دقيقة قبل أن يغادروها من دون سرقة أو تخريب أو نقل أي شيء». وقال منسق العمليات في «أطباء بلا حدود» ستيفانو ارجينتسيانو، إن «تحليلنا الأول للوقائع يشير إلى أنهم محترفون ومؤهلون بشكل جيد. إنه هجوم مثير للقلق ويجب أن يؤخذ بجدية كبيرة». من جهة أخرى، أظهرت معلومات أمس، أن سكان ألمانيا سجلوا في العام 2015 أكبر زيادة منذ حوالى 23 سنة، بعد أن دخلت البلاد أعداد قياسية من المهاجرين.