أكد الأمين العام الجديد ل «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) محمد باركيندو وجود «توافق متزايد في أوبك وخارجها على تحرك لإدارة الإنتاج، لأن قوى السوق وحدها لا تكفي لتصحيح الأسعار». وإذ ذكّر بأن وزراء المنظمة «سيعقدون اجتماعاً غير رسمي في 27 أيلول (سبتمبر) المقبل في الجزائر، على هامش اجتماع منتدى الطاقة العالمي»، أشار في مقابلة مع «الحياة» هي الأولى له بعد توليه مهماته في 1 آب (أغسطس)، إلى أن «اعتماد نهج عدم التحرك لا يسمح بالتوصل إلى سعر عادل للجميع». ورأى باركيندو خلال وجوده في لندن حيث شارك في تأبين روبرت مابرو مؤسس «معهد أكسفورد لدراسات الطاقة» ورئيسه، أن للأوضاع الحالية لسوق النفط «علاقة بما حدث في السنوات الأخيرة عندما ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات لا تحتمل، ووصلت خلال الأعوام 2008 و2009 و2014 إلى مستويات لم نتوقعها». وقال: «واضح أن ذلك لم يكن متماشياً مع العرض والطلب، لذلك كان يمكننا استخلاص أن هذه المستويات المرتفعة ستعيد تصحيح ذاتها يوماً ما». وشدد على وجود «توافق متزايد في أوبك وخارجها، إن على المنتجين فيها وخارجها اتخاذ مواقف أكثر استباقية، في ما يتعلق بإدارة الإنتاج كي يكونوا على تكامل مع القوى التقليدية للسوق، لأننا رأينا إلى أين أدى اعتماد المنظمة عام 2014 نهج عدم التدخل في الأسعار». وأكد أن الذي يمكنه تقديم هذا الاستقرار في رأيي، هم المنتجون من المنظمة ومن خارجها». وإذا كانت دول «أوبك» ستجتمع في الجزائر مع روسيا وغيرها من منتجين من خارج «أوبك» لمناقشة تجميد الإنتاج، قال باركيندو إن «مؤتمر أوبك الذي عُقد في حزيران (يونيو) الماضي في فيينا، قرر الاستفادة من مناسبة منتدى الطاقة العالمي في الجزائر لعقد اجتماع غير رسمي، لمناقشة تطورات السوق النفطية منذ حزيران، مع الأمل في أن يتبلور منحى جديد»، لافتاً إلى أن «المشاورات قائمة بين دول المنظمة وبين بعض المنتجين من خارجها الذين سيحضرون اجتماع منتدى الجزائر». ورداً على سؤال حول إمكانات تجميد الإنتاج، أعلن أن «لا شيء غير ممكن في الحالة الراهنة، وأعرف أن ما من دولة في أوبك محصنة من السعر المنخفض، إذ أن الكل متأثر في شكل أو في آخر بالتراجع الكبير لأسعار النفط وعائداته». وقال إن «أوبك» كمجموعة «خسرت في السنتين الأخيرتين تريليون دولار»، لذا فإن «جميع المنتجين متأثرون بانخفاض عائداتهم وتأجيل خططهم الاستثمارية في التنقيب والإنتاج». وتوقع أن «تتشاور الدول المنتجة بعمق وهذا ما يجري حالياً». وعن الثقة في التزام روسيا بخفض إنتاجها، شدد على أن الدول هي «سيدة ذاتها وتتخذ قراراتها بناء على مصالحها، كما أن أوبك تتخذ قراراتها بناء على مصالحها». وقال: «قرأنا في الإعلام أن روسيا وافقت في مؤتمرين في الدوحة على تجميد الإنتاج، فلماذا لا نعطيها الفرصة لإثبات صدق النية؟». ولاحظ أن «منتجي النفط الصخري في أميركا تأثروا بالأسعار المنخفضة»، لذلك «من مصلحتهم أيضاً التعاون مع أوبك ولو في شكل غير رسمي، وعندما يتحد المنتجون نتجاوز محنة انخفاض الأسعار».