أبلغت الخرطوم مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى السودان وجنوب السودان نيكولاس هيسوم، رفضها المشاركة في القوة الأفريقية التي أقر مجلس الأمن نشرها في جوبا عاصمة الدولة المضطربة، بينما ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات في السودان إلى 152 قتيلاً. وأجرى هيسوم محادثات في الخرطوم مع وزيري الدفاع عوض بن عوف والخارجية ابراهيم غندور ركزت على تطورات الأوضاع في جنوب السودان وكيفية المساعدة على إعادة الاستقرار على ضوء الاتفاق بين الأطراف، وتكامل جهود وسطاء الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا «إيغاد» والمجتمع الدولي وما يمكن أن تساهم به دول الجوار لتقريب مواقف أطراف النزاع في جنوب السودان. وذكرت الخرطوم إنها أرسلت استراتيجية للتعامل مع الأزمة في جنوب السودان إلى الاتحاد الأفريقي عبر هيئة «إيغاد» التي تتوسط بين الأطراف المتحاربة. وقال غندور: «إن السودان وعلى لسان الرئيس عمر البشير أعلن منذ بداية الأزمة في جنوب السودان أنه لن يكون طرفاً في أي قوات يتم إرسالها الى دولة جنوب السودان. وهذا أمر طبيعي باعتبار أننا كنا بلداً واحداً وانفصل الجنوب باتفاقية سلام». وأضاف: «لكن يمكن أن نكون ضمن أي آليات مراقبة أو آليات توفيق أو آليات دعم السلام كما نفعل الآن من خلال إيغاد». واستضافت العاصمة الأوغندية كمبالا أمس، اجتماعاً عسكرياً من دول أفريقية لمناقشة تشكيل القوات التي سيتم إرسالها الى جوبا بعد رفض السودان وأوغندا المشاركة فيها. الى ذلك، كذّبت الحكومة السودانية تقارير عن اعتقال السلطات الأمنية قيادات في مخيمات النازحين في دارفور، عقب لقاء جمعهم الى المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث خلال زيارته مخيماتهم أواخر الشهر الماضي. وأبدت واشنطن قبل يومين، قلقها البالغ إزاء اعتقال الحكومة السودانية المستمر ل15 من قيادات النازحين في دارفور، بمن فيهم موظف سوداني يعمل لدى بعثة حفظ السلام الأفريقية الدولية المشتركة في الإقليم «يوناميد». وأفادت تقارير بأن الموقوفين تحدثوا إلى المبعوث الأميركي خلال اللقاء عن جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين ارتكبتها قوات حكومية خلال عملياتها العسكرية ضد مقاتلي «حركة تحرير السودان» فصيل عبدالواحد النور في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى نيسان (أبريل) الماضي. وقال وزير الخارجية السوداني إن المبعوث الأميركي أشار إلى مسألة الاعتقالات التي حدثت في دارفور، وبعد عودته تم الاتصال بجهاز الأمن والاستخبارات الذي أكد أنه لم يعتقل أي شخص. وأضاف: «هذه هي الإجابة الرسمية التي وصلتنا والمبعوث على علم بذلك، وربما يكون هناك اعتقال لشخص آخر بواسطة السلطات المحلية». وأكد وزير الخارجية السوداني أن حكومته ليس لديها ما تخفيه، وإلا لما نسقت الزيارة ولا دعمت سفر المبعوث الأميركي إلى جبل مرة في ظل هذه الظروف». واتهم جهات لم يسمها بالسعي إلى تخريب زيارة بوث. من جهة أخرى، ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات التي تجتاح غالبية ولايات السودان منذ أسابيع عدة إلى 15 قتيلاً، فيما جددت السلطات تحذيراتها من ارتفاع منسوب نهر النيل بطريقة مفاجئة ما يهدد القاطنين على ضفافه. وذكرت غرفة طوارئ الخريف التابعة الى وزارة الداخلية أمس، أن عدد الذين لقوا مصرعهم جراء السيول والفيضانات بلغ 152 شخصاً بينهم 14 في العاصمة الخرطوم. على صعيد آخر، قالت المعارضة المسلحة في جنوب السودان بزعامة رياك مشار، إن البرلمان الذي أعلن الرئيس سلفاكير ميارديت إفتتاحه لا يمكن إعتباره على أنه البرلمان الإنتقالي، معتبرةً أنه تزوير لإرادة شعب الجنوب وخرقاً لاتفاق السلام. وقال الناطق الرسمي باسم المعارضة المسلحة، مناوا بيتر جاتكوث، إن افتتاح برلمان جنوب السودان أول من أمس، «يُعد استمراراً من الحكومة في خرق اتفاق السلام». وكان سلفاكير أعلن في خطابه أمام البرلمان الجديد عن أن الحكومة والمعارضة المنشقة عن مشار بقيادة تعبان دينق الذين عيّنه نائباً له، سوف تعمل من أجل دمج الجيشين حتى أيار (مايو) 2017 المقبل للتأكيد على أن جنوب السودان فيه جيش واحد. ودعا دينق أمس، سلفه وحليفه السابق ريك مشار الذي فرّ من جوبا اثر المعارك فيها الى عدم التدخل في الشؤون السياسية للبلاد بهدف السماح بتنفيذ اتفاق السلام. وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة الكينية نيروبي: «دعوا ريك يندد بالعنف، دعوه يعمل من اجل السلام ولينتظر انتخابات 2018».