اتفق الرئيس السوداني عمر البشير خلال محادثات مع نظيريه المصري عبد الفتاح السيسي والجنوب أفريقي جاكوب زوما أمس على خطوات للتكامل بين بلاده والقاهرة، وتم اقرار خطة لمجابهة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية وعلى رأسها تعامل المحكمة الجنائية الدولية مع قادة القارة. وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور إن البشير الذي يزور بكين حالياً ناقش مع السيسي، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة والتنسيق في كل القضايا التي تهم البلدين. وذكر أن البشير اتفق مع رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما على هامش مشاركتهما في احتفالات الصين بالذكرى ال 70 لانتصارها في الحرب العالمية الثانية، على دعم دولة جنوب السودان للوصول إلى سلام نهائي لمعالجة معاناة أبناء الجنوب من الحرب الأهلية. وأضاف غندور أن البشير وزوما أمرا وزيري خارجية بلديهما بالعمل مع نظرائهما في دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» والدول الأفريقية الأخرى على تسريع تطبيق اتفاق السلام في جنوب السودان ومتابعة التشاور وعقد لقاءات وصولاً الى الاتفاق حول كل القضايا الإقليمية والدولية. وأشار الى أنه تم خلال اللقاء الاتفاق على أن يزور زوما الخرطوم في نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل، موضحاً ان الرئيسين شددا على ضرورة اتفاق الأفارقة على مجابهة المحكمة الجنائية الدولية. من جهة أخرى، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» والمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام اليوم إن عناصر أمن سودانيين اعتقلوا ما لا يقلّ عن 17 عضواً من أحزاب المعارضة، واحتجزوهم واستجوبوهم منذ بداية آب (أغسطس) الماضي، وينتمي غالبية المعتقلين إلى حزب المؤتمر السوداني الذي يتزعمه حسن الترابي. وطالبت المنظمتان الحكومة السودانية بالكف عن اعتقال عناصر أحزاب المعارضة واحتجازهم فقط لأنهم عبروا عن آرائهم السياسية أو شاركوا في منتديات عامة، «كما يتعين على الحكومة إصلاح جهاز الأمن القمعي، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان». في غضون ذلك، تجددت المواجهات بين الحكومة والمتمردين في جنوب السودان، بعد مضي 5 أيام على اتفاق وقف النار الشامل، الذي وقعته الأطراف المتحاربة. واتهم الناطق الرسمي باسم الجيش العقيد فيليب أغوير المتمردين التابعين لنائب الرئيس السابق رياك مشار، بالهجوم على مواقع الحكومة في منطقة تونغا، الواقعة في ولاية أعالي النيل (شمال). وجدد التزام الجيش وقف النار الذي أعلنه الرئيس سلفاكير ميارديت الأسبوع الماضي في جوبا. إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، أن أحد فصائل التمرد في إقليم دارفور في غرب السودان أفرج عن 18 جندياً سودانياً كانوا أسرى لديه. وقالت اللجنة الدولية في بيان: «ساعدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نقل 18 جندياً من القوات المسلحة السودانية بعد أن أطلقت سراحهم حركة تحرير السودان - فصيل عبد الواحد نور، وهي جماعة معارضة مسلحة في دارفور. وتم تسليم الجنود إلى السلطات السودانية في نيالا، جنوب دارفور». وتقاتل حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور حكومة الخرطوم منذ عام 2003 مع مجموعات متمردة أخرى ينتمي معظم أفرادها إلى قبائل أفريقية في إقليم دارفور بدعوى أن حكومة الخرطوم التي يساندها العرب تهمشهم سياسياً واقتصادياً. ونادراً ما تقوم الفصائل المتمردة بإطلاق سراح أسرى لديها. ونقل البيان عن فليو فليون رئيس مكتب اللجنة الدولية في السودان قوله أنه «بعد عملية التسليم، ساعدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على توفير الاتصال بين الجنود الذين أُطلق سراحهم وأسرهم». ولم يدل الصليب الأحمر بمزيد من التفاصيل حول العملية. وقتل جراء النزاع في دارفور وفقاً لتقديرات الأممالمتحدة 300 ألف شخص وأُجبر 2,5 مليون آخرون على الفرار. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير في العامين 2009 و2010 بتهمة ارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.