أكدت الحكومة والمتمردون في جنوب السودان أمس تجدد الاشتباكات بينهما، وسط اتهامات متبادلة بانتهاك وقف النار. وجاءت التقارير حول اندلاع القتال في الشمال الغني بالنفط وجبهات عدة أخرى بعد 48 ساعة فقط على اجراء الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار محادثات سلام في اثيوبيا، وعدا فيها الوسطاء الاقليميين بإنهاء الحرب فوراً. إلا أن الناطق العسكري باسم المتمردين لول رواي كوانغ اتهم القوات الحكومية ب «شن هجمات منسقة» في ولايتي الوحدة وأعالي النيل. وقال إن قاعدة للمتمردين في ولاية جونقلي تعرضت أيضاً «لقصف كثيف». وأكد الناطق باسم الجيش فيليب اغوير اندلاع القتال في ولاية اعالي النيل متهماً المتمردين بإطلاق النار أولاً. وكان المتمردون كشفوا أن اتفاقهم مع جوبا ينص على وجود جيشين بقيادتين منفصلتين عند تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال فترة انتقالية، ونشر حرس رئاسي مشترك من الطرفين في العاصمة جوبا وأن يتولى مشار منصب رئيس الوزراء بصلاحيات واسعة. وأكد الناطق باسم وفد المتمردين العقيد جيمس داك أن سلفاكير سيكون القائد العام للقوات المسلحة لجنوب السودان، ومشار سيكون القائد العام لجيش المقاومة. وقال إن «هذه الخطوة ستدخل حيز التنفيذ قبل بدء الفترة الانتقالية وستستمر عند الفترة الانتقالية حتى تتم عملية دمج الجيشين»، مشيراً الى أن آلية دمج الجيشين لم يتم التوصل إليها حتى الآن. ونصّت بنود الاتفاق على أن يوجه سلفاكير السياسة الخارجية ويشرف عليها، كما أن من مهماته أيضاً المصادقة على الاتفاقات بعد عرضها على البرلمان. ووقّع رئيسا وفدَي الحكومة نيال دينغ والمتمردين تعبان دينغ في أديس أبابا أول من أمس، على ترتيبات وقف القتال بين الجانبين وسحب جميع القوات الأجنبية من أراضي جنوب السودان، في إشارة إلى القوات الأوغندية والمتمردين السودانيين الذين يساندون سلفاكير. على صعيد آخر، قررت آلية الحوار الوطني السوداني المؤلفة من قوى الموالاة والمعارضة، إرسال وفد مؤلّف من 8 من قادة الأحزاب (4 من الموالاة و4 من المعارضة) إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للقاء زعماء الحركات المسلحة وإقناعهم بالمشاركة في طاولة الحوار، بينما تبدأ غداً جولة جديدة من المحادثات بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» لإنهاء النزاع في ولايتَي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين. وقال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان عقب اجتماع آلية الحوار في الخرطوم إن المشاورات ستركز على إجراءات بدء الحوار وإكمال متطلباته وتهيئة المناخ له. وأضاف أن موعد انطلاق مؤتمر الحوار سيُحدَد بعد التعرف على رؤى الحركات المسلحة. وتتحضّر الحكومة السودانية لجولتَي تفاوض منفصلتين مع «الحركة الشعبية - الشمال» غداً لتسوية النزاع في شأن منطقتَي النيل الأزرق وجنوب كردفان، تعقبها مفاوضات مع الحركات المسلحة في دارفور في ال 22 من الشهر الجاري برعاية مباشرة من الوساطة التابعة للاتحاد الأفريقي. وصرّح رئيس وفد الحكومة السودانية إلى المحادثات، مساعد الرئيس إبراهيم غندور بأنه يحمل تفويضاً لإبرام اتفاق مع المتمردين، معرباً عن أمله بنجاح الجولة الجديدة. من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع عبد الرحيم حسين أمام البرلمان أمس، أن الأوضاع هادئة على جبهات القتال. ورأى أن عمليات «الصيف الحاسم» «كسرت شوكة المتمردين في دارفور وجنوب كردفان»، وأن الصيف المقبل سيشهد نهاية المتمردين. وحذّر حسين من تفشّي النزاعات القبلية، معتبراً أنها تهدّد الأمن أكثر من نشاط المتمردين الذي انحسر في بؤر محدودة. ونوّه ب «انتصارات قوات الدعم السريع» التابعة لجهاز الأمن خلال المرحلة السابقة. إلى ذلك، أكدت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي «يوناميد» في دارفور أمس، أنها لم تجد أي دليل على أي حالة اغتصاب في قرية تابت الواقعة على بعد 49 كيلومتراً جنوب غربي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.