اتهم وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور دولتي جنوب السودان وأوغندا بدعم حركات التمرد المسلحة التي تهدد أمن واستقرار السودان، وذلك عشية زيارته العاصمة الجنوبيةجوبا للمشاركة في الاحتفال بمرور 4 أعوام على استقلالها عن الخرطوم. من جهة أخرى، هدد غندور أمس، بأن بلاده ستلجأ إلى خيار أحادي، في حال معارضة أية جهة لإستراتيجية خروج البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي «يوناميد» من إقليم دارفور. واستبق غندور زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث أواخر الشهر الجاري إلى الخرطوم، لإعلان عدم رغبة حكومته في الحوار مع واشنطن عبر «وصفات جاهزة» يفرضها الأخير والتي قال إنها أثبتت فشلها من قبل، مشيراً إلى أن حكومته أبلغت مسؤولين أميركيين ذلك صراحةً، في أطر وأزمنة مختلفة. وأضاف أن بلاده تتطلع لإجراء حوار جاد مع الولاياتالمتحدة ضمن إطار فني يناقش الملفات ذات الاهتمام للوصول إلى فهم مشترك. وأعرب عن أمله بأن يأتي المبعوث الأميركي بإطار عمل فني وسياسي متكامل، «هذا ما ننتظره من الجانب الأميركي وإذا حدث يمكن أن نمضي في آفاق الحوار». وأشار غندور إلى أنه سيتوجه اليوم إلى جوبا للمشاركة في احتفالات الذكرى الرابعة لاستقلال دولة جنوب السودان، لافتاً إلى أن العلاقات مع جوبا حالياً أقل من طبيعية. إلى ذلك، اتفق السودان وجنوب السودان وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، على تمديد اتفاق يتيح إيصال المساعدات الغذائية من السودان لمدة 6 أشهر جديدة لمساعدة مئات آلاف المدنيين الذين يواجهون أزمات غذائية حادة بسبب استمرار الصراع في دولة الجنوب. وأتاح الاتفاق طبقاً لبيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي في السودان أمس، إيصال أكثر من 20 ألف طن من المساعدات الغذائية عبر ولاية النيل الأبيض السودانية إلى نحو 300 ألف لاجئ جنوبي، في الجزء الشمالي من ولاية أعالي النيل، التي تعتمد في شكل رئيسي على المساعدات الغذائية عبر ذلك الممر. وفي شأن آخر، أعلن زعيم متمردي جنوب السودان رياك مشار أمس، أن الحرب الأهلية في البلاد ستستمر طالما بقي سلفاكير ميارديت رئيساً. وقال مشار، للصحافيين خلال تواجده في العاصمة الكينية نيروبي: «لا نشعر أن لدينا شريك سلام مع سلفاكير»، مشيراً إلى اتفاقات وقف النار التي وقعها المتمردون مع الحكومة خلال 18 شهراً من النزاع كلها «ولِدت ميتة». واعتبر مشار أن «شعب جنوب السودان لم يستحق أن يعود إلى الحرب، والسبب في ذلك هو تصرفات الرئيس سلفاكير الذي نطلب منه اليوم التنحي». وزاد: «اذا تعنت سلفاكير ورفض تسليم السلطة إلى الشعب، فمن حق المواطنين الانتفاض عليه والإطاحة بنظامه».