شجّع قائد الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي المسؤولين الصينيين، خلال زيارته بكين أمس، على «خفض التوتر الإقليمي»، مؤكداً أن قرار الولاياتالمتحدة نشر نظام للدفاع الصاروخي من طراز «ثاد» في كوريا الجنوبية، لا يهدد أمن الصين. والتقى ميلي نظيره الصيني الجنرال لي زوشينغ وقادة آخرين في الجيش الصيني، وسط احتجاج بكين على قرار واشنطن نشر «ثاد» جنوب العاصمة الكورية الجنوبيةسيول. وأفاد الجيش الأميركي بأن ميلي كرّر موقف بلاده بأن «ثاد» يستهدف تدمير صواريخ قد تطلقها كوريا الشمالية على الجنوب، لا تعقّب صواريخ داخل الصين. وأضاف أن ميلي أكد أن «ثاد» لا يشكّل تهديداً لبكين. وتأتي زيارة ميلي أيضاً وسط احتكاكات بعد رفض بكين قراراً أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي الشهر الماضي، يُبطل إعلانها سيادتها على معظم بحر الصينالجنوبي. وتعهدت بكين مواصلة تطويرها جزراً اصطناعية في البحر، في خطوة اعتبرت الولاياتالمتحدة انها فاقمت التوتر في هذه المنطقة الاستراتيجية. وذكر الجيش الأميركي أن ميلي أبلغ المسؤولين الصينيين أن الولاياتالمتحدة ملتزمة القواعد الدولية، مضيفاً أنه «شجّع الصينيين على أن يفعلوا الأمر ذاته، للحدّ من التوتر الاقليمي». في غضون ذلك، أوردت وسائل إعلام رسمية صينية أن بكين اختبرت 21 قطعة جديدة من المعدات الأمنية، تشمل طائرات بلا طيار، في إطار تدريبات لمكافحة الإرهاب في إقليم شينغيانغ المضطرب غرب البلاد. وأوردت صحيفة «جيش التحرير الشعبي» أن التدريبات استمرت خمسة أيام حول مدن كاشغار وهوتان وأكسو، اذ إن الأجزاء الجنوبية من شينغيانغ هي مركز أراضي أقلية الأويغور، وتأتي في مقدّم الجهود الأمنية للصين. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن أكثر من ثلاثة آلاف شخص شاركوا في التدريبات، مشيرة الى أنها جزء من جهود مكافحة «الهجمات الإرهابية العنيفة، بناءً على الوضع الأمني الراهن في جنوب شينغيانغ». وأضافت أن المعدات التي اختُبرت تشمل مروحيات مقاتلة ومركبات مقاتلة يمكنها التحرّك في كل أنواع التضاريس. وتابعت: «عزّزت التدريبات نظام مكافحة الإرهاب في البلاد، واختبرت القدرات القتالية للمعدات» المستخدمة في ذلك. كما اختبرت التدريبات «قدرة القوات على تنفيذ مهمات في أجواء صعبة، مثل المناطق الجبلية الباردة والمناطق الصحراوية والسكنية». الى ذلك، أطلقت الصين أمس قمراً اصطناعياً للاتصالات هو الأول في العالم الذي يعمل بشيفرة الكمومي (كوانتوم)، ما يشكّل إنجازاً تقنياً لبكين التي تأمل بإنشاء نظام اتصالات عصي على القرصنة. وأطلق على القمر «موزي»، تيمّناً بفيسلوف صيني عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، وسيستخدم التقنيات الكمومية في الاتصالات ذات المدى البعيد. وعكس وسائل الاتصالات العادية، تعتمد هذه التقنية على الفوتونات لفكّ مفاتيح الشيفرة، ولا يمكن اعتراض هذه الجزيئات الدقيقة جداً، اذ ان أي محاولة تنصّت يمكن ان تدمّر الجهاز المُستخدم فيها. ونجح علماء في بثّ رسائل مشفرة بهذه التقنية لمسافات قصيرة، لكن القمر الاصطناعي سيحاول بثّ رسائل بين بكين وأورومتشي، عاصمة اقليم شينغيانغ، لمسافة 2500 كيلومتر. واستثمرت الصين مبالغ مالية ضخمة في هذا السباق العالمي في مجال التكنولوجيا، علماً انها تنفق مبالغ طائلة في البحوث العلمية المتقدمة وفي استثمار موارد الأجرام الفضائية والتعديلات الوراثية. على صعيد آخر، وجّهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رسالة إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي كيكيانغ، تؤكد تطلّع لندن الى «تعزيز التعاون مع الصين في التجارة والاعمال والقضايا العالمية». يأتي ذلك وسط نزاع حول تأجيل ماي الشهر الماضي الموافقة رسمياً على مشروع «هينكلي بوينت» النووي في انكلترا، وقيمته 24 بليون دولار، بسبب اعتبارات أمنية تتعلّق بالتمويل الصيني. وكتب ألوك شارما، وزير الدولة البريطاني لشؤون آسيا، على موقع «تويتر» أن لقاءه وزير الخارجية الصيني وانغ يي كان «رائعاً، ترحيب حار ونهج يستشرف المستقبل». وأشارت الخارجية الصينية الى أن وانغ أبلغ شارما أن بكين تعتقد بأن لندن ستواصل انتهاج سياسة منفتحة تجاه الصين.