أبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الأميركي جون كيري أمس، أن إبحار مدمرة اميركية قرب جزر تديرها بكين في بحر الصين الجنوبي، يؤذي «الثقة المتبادلة» بين البلدين ويثير «توترات إقليمية». وذكّر وانغ بزيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ واشنطن في أيلول (سبتمبر) الماضي، لافتاً الى أن بكين تأمل بتجنّب «اي تدخل غير ضروري» في الأسس الجيدة التي أرستها للعلاقات مع الولاياتالمتحدة. وأضاف في اتصال هاتفي مع كيري: «ممارسات السفينة التابعة للبحرية الأميركية في بحر الصين الجنوبي أضرّت بالثقة المتبادلة وأثارت توترات إقليمية. الصين قلقة جداً من ذلك». وحض الولاياتالمتحدة على أن «تعود في أقرب وقت إلى المسار الصحيح في إدارة الخلافات في شكل مناسب، عبر الحوار والتشاور». وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الذي زار الخميس حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس روزفلت» في بحر الصين الجنوبي، أبدى «قلقاً كبيراً من سلوك الصين» هناك. أتى ذلك بعدما أرسلت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي مدمّرة «يو أس أس لاسن» الى مسافة تقلّ عن 12 ميلاً بحرياً من جزر اصطناعية تشيّدها بكين في أرخبيل «سبراتلي» في بحر الصين الجنوبي، ما أغضب الأخيرة التي استدعت السفير الاميركي ماكس بوكوس، وسلّمته احتجاجاً. في غضون ذلك، بثت شبكة تلفزة رسمية صينية أن بكين وهانوي اتفقتا على الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، والامتناع عن اتخاذ أي تدابير «تعقّد» الموقف. جاء ذلك في ختام زيارة لشي جينبينغ لهانوي، اذ قال أمام البرلمان إن الصينوفيتنام جارتان اشتراكيتان بينهما تاريخ طويل من الصداقة الثورية، ويجب أن تتمكنا من تجاوز أي «اضطرابات» في علاقاتهما. وتابع: «يجب عدم السماح للعلاقات بالانحراف عن مسارها الصحيح». ولم يشر شي إلى بحر الصين الجنوبي، ولا إلى حرب حدودية وجيزة خاضها البلدان عام 1979، عندما غزت الصينفيتنام لمعاقبتها على إطاحة نظام «الخمير الحمر» المدعوم من بكين في كمبوديا. وتتداخل مطالب الدولتين بالسيادة في بحر الصين الجنوبي، وتصاعد التوتر العام الماضي اثر تحريك بكين منصة نفطية في المياه قبالة ساحل فيتنام، ما أدى إلى شغب مناهض للصين في فيتنام. الى ذلك، أعلن وزير الدفاع الكمبودي تيا بان ان الصين زودت بلاده صواريخ مضادة للطائرات تُطلق من على الكتف. وقال بعد إبرام الاتفاق مع نظيره الصيني تشانغ وان تشيوان في بنوم بنه: «زيارة وزير الدفاع الصيني حققت نتائج جيدة. لا نحتاج الى مقاتلات، إذ أقمنا نظاماً مضاداً للطائرات للدفاع عن مجالنا الجوي. نحتاج الى التزود بمعدات إضافية يمكنها اطلاق (صواريخ) بعيدة المدى، لئلا تتمكّن الطائرات السريعة من الهرب». وأشار الى أن بكين ستساعد كمبوديا في التدريب وإنشاء أكاديميات عسكرية، علماً أن البلدين حليفان. في الوقت ذاته، أفادت وكالة «كيودو» للأنباء اليابانية بأن فيتنام وافقت على دعوة سفينة حربية يابانية لزيارة قاعدتها الإستراتيجية «كام رانه باي» المطلة على بحر الصين الجنوبي، وأن يجري البلدان أول تدريبات بحرية مشتركة بينهما.